أصعب شيء على الإنسان في حياته إطلاقاً السعي للحصول على لقمة العيش الشريفة التي تسد رمقه وتغنيه عن التوسل للغير للحصول على لقمة العيش وذلك بطريقة شريفة تبعده عن الطلب ورجاء الغير وهذه الوسيلة أشرف المهن بالحصول على رزقه اليومي .
وهذا ما نراه من البعض الذين نرأف بحالهم وهم يقفون في أماكن مختلفة يعرضون بضائعهم المتواضعة بأسعار زهيدة جداً .
إن ما يدعونا للتطرق لهذا الموضوع فيما نراه في هذا الجو الحار الخانق المتسبب بضربة الشمس وأمراض الأجواء الحارة والشمس المحرقة والرطوبة الخانقة.
ونحن نرى البعض واقفين أمام بضائعهم التي لا تتعدى ثمن البضاعة الإجمالية عدة دنانير والعرق يتصبب من جبينهم ماسكين بأيديهم فوط ومناديل لتنشيف وجوههم من شدة الحرارة والرطوبة خاصة في فترة قصيرة من شهور الصيف التي تبلغ درجة الحرارة أحياناً أكثر من خمسين درجة تقريباً .
إن مثل هؤلاء بعضهم شباب في عمر الزهور الذين يرأف القلب لهم ويجعلنا نتعاطف معهم ونرثي لحالهم ونحن جالسون في سياراتنا المكيفة ومرتاحون بالجو البارد في داخل السيارة والبعض منا يتسلى بانشغاله بالهواتف الذكية والتي يجب أن تتخذ القوانين الصارمة بحق كل من يستعمل الهاتف الذكي وهو يقود سيارته لأن مشاكل التحدث بالهواتف الذكية التي لا تعد ولا تحصى كثيرة وتسبب مشاكل لقائد السيارة أو للغير من المركبات .
إن هؤلاء المساكين لا نراهم بكثرة وإنما بأعداد محدودة يسعون لكسب لقمة العيش القاسية في ساعات معينة في فترة الحرارة الشديدة والرطوبة .
إن المطلوب أن نتعاطف معهم ونأخذ بيدهم ونعمل إحصائية بعددهم ومساعدتهم على الأقل في إيجاد وظائف متواضعة براتب زهيد لهم والتأكيد على عدم الرجوع إلى هذه المهنة وذلك حفاظاً على سلامتهم الصحية وتوفير لقمة العيش الشريفة لهم .
إن العمل الإنساني يتطلب منا أن نقف مع هؤلاء المساكين و كلكم تشاهدونهم وهم واقفين أمام إشارات المرور وفي بعض الأحياء والمناطق والشوارع ينتظرون من يقف أمامهم لشراء ما يبيعونه أو لمد يد المساعدة لهم والملفت للنظر أنهم يصرون ويرفضون أن يأخذوا منكم ما تقدمونه لهم من مساعدة مالية بسيطة بدون أن تأخذ ما يبيعونه لك والبعض يحلف بأغلظ الأيمانات ألا يأخذ منك قيمة البضاعة إلا إذا أخذت منه هذه البضاعة التي لا تتعدى دينارا واحدا على سبيل المثال وهذا هو العمل الشريف لكسب لقمة العيش الشريفة .
آخر الكلام :
نطرح هذا الموضوع الإنساني في بلد مركز العمل الإنساني لتقديم المساعدة لهم خاصة في فترة معينة من فصل الصيف الحار الخانق حتى يشعرون بتعاطفنا معهم ومساعدتهم في الحصول على لقمة العيش الشريفة .
إن هؤلاء ليسوا متسولين ولا تنطبق عليهم مهنة التسول وإنما أناس لم يجدوا ما يسد رمقهم اليومي ويكسبون لقمة العيش الشريفة إلا بهذه الطريقة الشريفة بالبيع الشريف .
فلنتعاطف معهم ونساعدهم ونجعلهم يختفون من أمام ناظرينا والذين نحس بالحسرة والمرارة ونحن نمر عليهم بوضعهم الذي لا يسر .
والكويت والحمد لله بلد الخير والمساعدة والتعاطف مع الفقير والضعيف والمحتاج مالياً وهذا ما أردنا طرحه هنا وجزى الله الخير كل من يتعاطف مع هؤلاء لكسب لقمة عيشهم الشريفة .
الله لا يحوجكم للعوز وتكسبون لقمة عيشكم بعرق جبينكم وهي قمة سعادة الإنسان في حياته .
وسلامتكم .