أرسل إليّ صديقي وزميلي صاحب الحرف الجميل، والروح الأجمل، عبد المجيد التركي، فيديو لفتاة قال- معلقاً على محتوى ما فيه- وقبل أن أدخل لأرى لمحت عبارة صغيرة كتبها تعليقاً على ما رآه: (( هنا تكمن القشعريرة)، فتحت وإذا بشابة بجمال واخضرار أجمل بقعة في هذه البلاد أنفس أولئك الذي يتعاملون مع طين الأرض وتربتها تغني: دمت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال، أقسم أنني قفزت من غير مقدمات تسبقني دمعة هي أغلى دمعة ذرفتها في لحظة أتت فيها صغيرتي حفيدتي جليلة تقول لي بفمها وكنا في قاعة الحفلة السنوية لمدرستهم: ((يا تتو نحنا نغني أتفرج لنا)) ليصدح النشيد الوطني ويصدح روحي به بل الروح الجماعية للقاعة كلها، أقسم مرة أخرى أنني لمحت الدمع يستكب حتى على خد ذلك المسكين المتهور من دخل وسحب ابنته الصغيرة بسن حفيدتي وجرها إلى خارج القاعة ليصرخ في وجه أمها ((هذه خلاعه))!!! طفلة بريئة كانت تتمايل مع زميلاتها، هو الجهل يا صاحبي..
رديت معلقاً على عبد المجيد: الله...الله...ماذا أقول؟ عيناي سكبتا نفسيهما قشعريرة على خدي وروحي، نفس الموجات التسونامي التي كانت تسري في أجسادنا لحظة أن يرتفع العلم على السارية في منتصف ساحة ناصر الإبتدائيه بتعز، في الثانية التي يردد الأستاذ/ صادق أمره إلى الطابور: مدرسه صفه، فتشق أصواتنا عنان السماء: جمهورية، مدرسة انتباه، تردد قلعة القاهرة المقتولة: يمنية، تكون هيبة عبد الرءوف نجم الدين قد وصلت إلى الذرى في أنفسنا، فلا نتردد أن نزمجر بعد الأستاذ الحسيني، الآتي من العراق الذي أعدمه عرب الخليج العاربة..
يا عبد المجيد: لنا الغد الموحد.. لنا الصباح الأسعد.. بشراك آن الموعد.. يا أمتي لنا الغد، تخيلي يا نسمة الربيع أنني لا زلت أردد الكلمات حتى الآن، وأحفظ بسم هذا التراب، والفيافي الرحاب، والجبال الصعاب، سوف نثأر يا أخي، تكون جبال تعز تهتز لتلك الروح التي تسري في صباحات شارع 26 سبتمبر ترحب بالقادم الذي يحاول من يحاول وأده، وقتل أعماقنا !!!.
في فنلندا نسي الوفد- الذي كان أكبر من اللاعبين بالاحتياطي- نسي نتيجة العجلة أن يحفظ النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، ونسيت سفارتنا يومها أن للجمهورية علمها!!!، فظهرنا خجلين، مُخجلين، الآن لا أدري هل ما يزال يردد الطلاب في صباحاتهم النشيد ويرددون القسم؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!.
دمت يا سبتمبر التحرير...، نقلتني تلك الشابة، وعبد المجيد إلى عوالم من فخر، وحب لوطن نريده اليمن، يحتضن أدمعنا، ونبضات قلوبنا بين جوانحه، وطن لكل اليمنيين، بلا مذاهب، ولا توجهات، ولا مطلع ولا منزل، بل يمن بإنسان واحد لا لون له سوى العلم، ولا صوت له سوى النشيد، ولا قسم له سوى تحية العلم الجمهوري، ويا يمن صفه، يا يمن: انتباه، لتلك الشابة في تركيا ذات العشرين ربيعا كل الألق، ولعبد المجيد أحلى الكلمات، وإلى كل أب: اشهقوا فجراً بالنشيد الوطني، دعوا أطفالكم يرددون سبتمبر في اليوم الواحد عشر مرات، فبرغم كل الأخطاء فنحن ننتمي لسبتمبر الروح.
لله الأمر من قبل ومن بعد.