قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وإذا النفوس تطوحت في لذة
كانت جنايتها على الأجساد
المثل الفرنسي يقول (الجريمة تستتبع الثأر) فقد طالبت العشائر السنية في العراق بالأمس رئيس الوزراء العراقي/ حيدر العبادي، بإنقاذ أهالي الموصل من الجرائم التي يندى لها الجبين التي يرتكبها الحشد الشعبي بحق هؤلاء المدنيين الأبرياء الذين أصبحوا لقمة سائغة للحشد الشعبي الذين هم النسخة الشيعية لكلاب النار داعش الذين ينفذون التطهير العرقي في مدينة الموصل بعد نزوح الأهالي منها بعد حرب الموصل وطرد كلاب النار داعش منها.
هناك مثل يقول (لا طبنا ولا غدا الشر) وهذا لسان حال أهالي الموصل الذين ذاقوا الأمرين لمدة ثلاث سنوات من كلاب النار داعش والآن جاء دور الحشد الشعبي حتى يكملوا المهمة فهما وجهان لعملة واحدة وهما يرتكبان أبشع الجرائم باسم الدين والدين الإسلامي منهم براء.
الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء/ حيدر العبادي- في خطاب النصر- لم يذكر اسم الحشد الشعبي حتى يكون النصر عراقياً خالصاً لأنه كما هو معروف أن الحشد الشعبي هو ميليشيات يديرها الحرس الثوري الإيراني وتحديداً قاسم سليماني ويريد النظام الإيراني أن يحول الحشد الشعبي إلى حزب شبيه بحزب الله اللبناني ويكون دولة داخل الدولة في العراق ويحتفظ بسلاحه ويتحكم بالحكومة ومجلس النواب كما يفعل حزب الله في لبنان فهو شريك في أي قرار تتخذه الحكومة ويستطيع أن يعطل أي قرار بسبب نفوذه وأيضاً علاقته القوية بالنظام الإيراني.
إن من ينسب النصر في الموصل أو غيرها من المدن العراقية الحشد الشعبي فهو واهم وأغلب هؤلاء هم من أذناب إيران لأن هناك أطراف لم يذكرها رئيس الوزراء العراقي في خطاب النصر وكان لها دور حاسم ومؤثر وهي أولا القوات الأميركية الخاصة التي شاركت بضراوة في القتال ضد كلاب النار داعش وأيضاً هناك القوات الخاصة الفرنسية التي شاركت بقوة والدليل أن أول من اتصل في رئيس الوزراء العراقي وبارك له بالنصر هو الرئيس الفرنسي ماكرون ولا ننسى قوات البشمركة الكردية التي شاركت بفاعلية في تحقيق النصر وطبعا لابد أن نذكر سلاح الطيران وهم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ويتكون من 30 دولة والضربات الجوية المركزة فتحت الطرق والمجال للقوات الأرضية للتقدم على الأرض وتحقيق النصر ولهذا نقول إنه لا دور الحشد الشعبي في النصر فقط ارتكاب الجرائم بحق أهالي الموصل وإفساد فرحة العراقيين.
ختاماً نأمل أن ينتبه رئيس الوزراء العراقي/ حيدر العبادي، للدور المشبوه الذي يمارسه الحشد الشعبي في تنفيذ أجندة إيرانية تهدف إلى التطهير العرقي وشطب المكون السني من المعادلة السياسية والاجتماعية في العراق، ناهيك عن المليارات التي يصرفها النظام الإيراني على النسخة الشيعية لداعش من أموال الشعب العراقي الذي يعيش أكثر من نصفه تحت مستوى الفقر وتفتقر المدن العراقية لأبسط الخدمات مثل الماء والكهرباء ولابد من اتخاذ قرار عراقي وطني بحل الحشد الشعبي فهو تنظيم إرهابي وتمويله ليس له معنى سوى أن العراق دولة داعمة للإرهاب وعليها أن تتحمل تبعات هذا السلوك من عزلة دولية وعقوبات دولية وهي اليوم في أمس الحاجة للمجتمع الدولي حتى تستطيع إعادة إعمار العراق.