يقول المثل (الكحل في العين الرمدة خسارة) فقد تحدّى نائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، رئيس الوزراء العراقي/ حيدر العبادي أن يتخذ قراراً بحل الحشد الشعبي بعد انتهاء معركة الموصل وهو هنا يؤكد أن هذه الميليشيات أقوى من الدولة العراقية بل هي دولة داخل الدولة رغم أن رئيس الوزراء العبادي هو من اتخذ قراراً بدمج الحشد الشعبي بالجيش العراقي ودفع رواتب ومميزات مادية لهم ولكن هؤلاء يتميزون بالنكران والجحود وهم انتماؤهم وولاؤهم لنظام الولي الفقيه وليس للدولة العراقية التي تتكفل بمصاريفهم.
واضح أن هناك دعماً غير محدود من النظام الإيراني للحشد الشعبي فهو المطلوب منه أن يمارس نفس دور حزب الله في لبنان، حيث أنه يمتلك السلاح ويشارك في الحكومة ولا يمكن أن يمر أي قانون أو قرار بدون موافقة حزب الله، وإيران تريد أن يتحكم الحشد الشعبي بالحكومة العراقية ويتحكم في سياسة العراق سواء الداخلية والخارجية.
لاشك أن الحشد الشعبي هو النسخة الشيعية لكلاب النار داعش فهم يتميزون بالتطرف والطائفية وارتكاب أبشع الجرائم التي يندى لها الجبين بل إنه يتجاوز تنظيم داعش في أنه يسعى إلى تغيير التركيبة السكانية والتطهير العرقي لسنة العراق وإحلال مكانهم الشيعة. إن النظام الايراني كان الداعم الرسمي لكلاب النار داعش فمن ساعدهم في الانتشار في سوريا والعراق هي إيران لإعطاء انطباع أن السنة العرب هم داعش وإلصاق تهمة الإرهاب بهم وقد أدى كلاب النار داعش دورهم بنجاح وعليه أن يختفي من المشهد السياسي ويحل مكانه الحشد الشعبي بصورة نهائية.
إن ميليشيات الحشد الشعبي سوف تتحول إلى حزب عسكري يمتلك أسلحة فتاكة بحجة حماية المراقد المقدسة وأيضا تأمين إقامة الشعائر الدينية للطائفة الشيعية وإلحاق كل من العراق وسوريا بالنظام الإيراني.
أيضا سيكون الحشد الشعبي هو الأداة الإيرانية لتهديد دول الخليج، حيث أن العراق مجاور للكويت وهناك خلافات حدودية سوف يتم إثارتها من قبل الحشد الشعبي حتى يكون مقدمة ومبررا للتدخل بالشؤون الداخلية بدولة الكويت وباقي دول الخليج.
نعتقد أن التنظيم الإرهابي الحشد الشعبي أقوى من الحكومة العراقية ورئيس الوزراء/ حيدر العبادي وسوف ينفذ الأجندة الإيرانية التي تتمثل في تطهير المناطق السنية في العراق وشطب المكون السني من المعادلة السياسية في العراق والإشراف على الطريق الذي سيمتد من طهران إلى بيروت وأهم منطقة فيه هي الحدود السورية العراقية التي ستكون مهمة الحشد الشعبي أن تكون مفتوحة وهو ما يسمّى الهلال الشيعي وأخيراً تحويل العراق إلى منصة للهجوم على دول الخليج والتدخل في شؤونها فلا زالت هناك عقول في العراق مقتنعة أن الكويت جزء من العراق وهو الوتر الذي سوف يلعب عليه الحشد الشعبي لإثارة المشاكل وإحياء الأطماع العراقية ليس في الكويت فقط بل في دول الخليج وهو الهدف الذي تحلم بتحقيقه رأس الأفعى الراعي الرسمي للإرهاب إيران.