هناك عدة منافذ برية بين الجمهورية اليمنية وبين المملكة العربية السعودية كل منفذ له مميزاته وكانت هذه المنافذ قبل عاصفة الحزم التي قامت ضد الإنقلابيين في اليمن والتي تعمل بشكل طبيعي وتمثل شرايين الحياة لليمنيين، حيث وأن هناك نسبة كبيرة من المغتربين في المملكة العربية السعودية ولكن هذه المنافذ فيها ما فيها من الفساد الإداري.
وبعد قيام عاصفة الحزم تغلقت كل المنافذ ماعدا منفذ الوديعة الذي هو في الأصل ممر تجاري ويفتقر إلى الخدمات الأساسية فتحوّل هذا المنفذ من منفذ ثانويإلى منفذ رئيسي فأصبح هذا المنفذ الوحيد الذي تتنفس منه الجمهورية اليمنية.
بعد قيام العاصفة مباشرة تكدس المسافرون في هذا المنفذ لفترات طويلة وخاصة أولئك الذين هربوا من بطش وجحيم الحوثي والمخلوع، فكان هناك أصوات ترتفع وتطالب بأبسط حقوقها كحقوق مسافرين وكانت مطالباتهم بتحسين وضع المنفذ وتوفير بعض الخدمات ولكن يافصيح لمن تصيح.
ردت الحكومة بأن هذا الوضع طبيعي وخاصة ونحن نمر بظروف حرب وعُذرت في ذالك الوقت ولكن ماذا ونحن بعد مرور سنتين من انطلاق عاصفة الحزم وتحرير 85% من الأراضي اليمنية.
اليوم ونحن نتحدث عن إيرادات منفذ الوديعة، حيث أن المسافر بسيارته يخضع لرسوم إجبارية وجمارك خيالية إلى أن تذهب هذه الإيرادات والمنفذ حاله كحال ما قبل عاصفة الحزم حتى انه يفتقر إلى دورة مياه.
وأما الحديث عن الأمن من منفذ الوديعة خط العبر والذي يربط بين مأرب وحضرموت وهو طبعاً الخط الوحيد الذي يغذي محافظات الجمهورية نتحدث عن انفلات أمني ملحوظ.
هناك عصابات مسلحة تستهدف المغتربين الذين يخرجون لزيارة أقاربهم.
هناك حوادث مؤلمة بسبب رداءة الطريق.
كم أنت مسكين يا بن السعيدة حرمت من أهلك ووطنك وخيرات بلادك هربت من فساد وظلم حكم المخلوع وذهبت باحثاً عن العيش الكريم لك ولأسرتك من خلال اغترابك ثم إذا قررت الرجوع لأهلك ووطنك وأنت تودع الغربة مروراً من الطريق والمنفذ الوحيد كان الموت أمامك تفاجأت بخذلان الحكومة الشرعية التي أملت عليها والتي ستكون الأمل بعد الله..
ها أنت من خلال منفذ الشريعة تدفع وتنفق الأموال الكبيرة بدايةً من دفتر التربتك الذي لا تستفيد منه الحكومة وإنما تستفيد منه شركات تجارية ومن ثمّ الرسوم الأخرى التي تُدفع للحكومة والجمارك وياليت ينفقونها من أجل حمايتك من قطاع الطرق أو أنهم يعملون على تعبيد وإصلاح الطريق.
مسكين يا ابن السعيدة عندما أنفقت كل هذه الأموال وفي الأخير تموت في طريق العبر على أيدي قطاع الطرق والمتنفذين في هذه المنطقة...
يا حكومتنا الرشيدة، يا حكومة جمع الإيرادات والتصريحات البراقة.. أين أنتم من إصلاح منفذ الوديعة؟؟...
أين أنتم من محاسبة الفاسدين والمجرمين والمتنفذين وقطاع الطرق..
لماذا لم تعالجوا أوضاع المغتربين وتصلحوا بعض الأشياء التي لا تستفيد منها الشرعية وأتعبت كاهل المغترب....
لماذا لا يلغى دفتر التربتك من هو المستفيد من هذا الدفتر....
إني أخاطب المسؤولين بأن يتقوا الله في هذا الشعب والمغترب الذي خرج من بلاده باحثاً عن تحسين وضعه بعد غياب دام لسنوات ثم يخرج قاصد أهله وفي طريق العبر قبل أن يلتقي بأهله يموت..
أيها المسؤولون إنّ من أسباب ما وصلنا إليه هو بسبب سكوتنا على الفساد والمفسدين.
أناشد إنسانيتكم أناشد ضمائركم الحية أن تحاسبوا المفسدين وتصلحوا ما أفسده المفسدين وأن تضربوا بيد من حديد على المجرمين وقطاع الطرق وأن تجعلوه عبرة للمجرمين فهذه جريمة لا يسكت عنها وإلاّ فأنتم مشاركون فيها ما لم تتخذون الإجراءات الصارمة ضدهم.
وأذكركم بقوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). المائدة أية ٣٣.