;
جلال العريفي
جلال العريفي

طفل من تعز 794

2017-07-04 03:57:43

تعرفُ مديّنتي؟
إنّها مُحطمّة.. بلا أمّان..
وبلا أذان..
وبلا صلاة..
أو تعلّم يا أخيّ: 
لمّ أكُن أعرفُ أصوات الرصاص..وقدّ عرفتُها..
لمّ أكُن أسمّع أصوات المدافع..وقد تعرفتُ عليها وعلى أثارها بعدّ أنّ زارت دارنّا وقتلّت أًسرّتي..!
أزيزُ الطائِرات أيضاً.. صار كالموسيقى في الحيّ..
رأيتُ أبيّ ميتٍ.. وبكيّت.. ولمّ أكُنّ أعلّم أنّ أميّ أيضاً قُتِّلت إلّا عندمّا أردتُ أنّ أخُبرها بمّا شاهدتُه في وجه أبيّ..!
إخوتيّ.. كانوا يبحثون عن طعام.. في المطبخ الصغير الخاليّ من أيَ شيئ..وأتت القذيفة وقتلتهم..جميّعاً..
آخواتيّ الأربع نائِمّات في مخدعهُنّ وقبّرهُنّ الأخير.. إلى ألآن لم نستطّع أن نُخرج جُثثهم مِن هُّناك.. بعدّ مُضيّ كُل هذهِ الساعات في القصف الأخير..
أنّا 
كُنتُ بالخارج.. أردّد ألله وأكبّر مع الشبّاب.. وأتى القصفُ على البيت الذي نقطُنّه..!
والأدهى أنّنّي لوحدّي الذي بقيتُ مِن أسرتّي على قيّد الحياة..!
ماذا أفعّل الآن يا أخيّ ؟
لا يوجدُ من يؤينيّ.. ولا يوجدُ من يُعطينيّ كسِرة خبّز.. لأبقى على قيّد الحياة.. ولكيّ لا ألحقُ بـ أسرتّي.. في السِماء..!
لا أجِدُ مكانّ أنام فيه.. سوى ذلِك المسجّد الذي تهدّم أيضاً..!
والإمام يخشى أنّ يُضرب مُجددّاً..
أنّا فيّ الرابعة عشرة.. ودّراستيّ لن أكمُلها..
سألتهُ ودموعيّ تنهمِر 
لمّ يا صديقي؟
لأنّني سأبحثُ عنّ سبب مقتل أسرتيّ !
لأنّنيّ لن أسكُت وأبكّي..
ألّا ترى أنّ دموعي لا تسيّل ؟
نعم أرى ذلِك وأستغربُه. فدموعيّ إنهمّرت.. وأنت لا تبكيّ وهُمّ أهلُك ؟!
نعمّ لن أبكيّ.. لأنّني سأبكيّ كثيراً.. حيّن الإنتهاء مِن معرفة السببّ..!
حسنّا هل كان أباك ثائِراً..!
أبيّ !!
أبيّ كان مُقعدّ.. لا يتحرك.. وأمّي كانت تعمّل كـ خياطةً لـ الملابس.!
أخيّ الأكبّر كان يعمّل فيّ مخبز صغير في نهاية الشارع..
وكانّ يأتيّنا بالخُبز لـ نأكُله.. ولِكنّ للأسف.. أُقفلّ المخبز لأنّ القمّح لم يعُدّ يأتيّ..!
أتّدريّ يا أخيّ.. لمّ إخوانّنا يأكلّون ويشربون ويضحكون ويسرحون ويمرحون.. ونحنُ نُقتّل..!
لمّ لا يشعروّن بِنا؟
لمّ يأكلّون ونحنُ جوعى.. ولمّ يرقصون طرباً.. ونحنُ نمّوتُ جماعياً..!
ألّا تعرف أنّني قرأتُ ذات مرة أنّ الرسول الأعظم يقول : المُسلّم للمُسلّم كالبُنيّان يشدُ بعضهُ بعضٍ.
أيّن هذا الحدّيث يا صدّيقي؟
إنّني لم أعُدّ أرغبّ بالحياة إلّا لأنتّقمّ لمقتل أهليّ..!
ومنّ من سأنتقمّ.. مِن فرعون الزمان..!
من يرى أنّ الأطفال مُجرميّن ؟
من يرى أنّ العجزة سياسييّن وخونّة وعُملاء..!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد