قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
علمت أن وراء الضعف مقدرة
وأن للحق لا للقوة الغلبا
المثل اليوناني يقول (من يمارس حقه لا يسيء إلى أحد) وقد مارست المعارضة الإيرانية حقها المشروع في مؤتمرها السنوي الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت الموافق 1 يوليو الجاري بحضور 100 ألف معارض إيراني ومشاركة وفود أميركية وأوروبية والدول الصديقة للشعب الإيراني وفي مقدمتهم شخصيات سعودية أبرزهم الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الذي يحرص على الحضور سنوياً .
الأمير تركي الفيصل كانت له كلمة في المؤتمر اتهم فيها النظام الإيراني بأنه أكبر راع للإرهاب، مشيراً إلى أن هذا النظام استبدل منطق الدولة بمنطق الثورة، مطالباً بتقديم مسؤولي النظام الإيراني إلى المحكمة الجنائية الدولية لما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب الإيراني والمنطقة بأسرها وأشار إلى أن معظم المراجع الشيعية رفضوا فكر الخميني الذي سعى إلى الإعدامات والقمع ضد شعبه وكذلك سعى إلى تصدير الثورة حتى يبقى نظام الولي الفقيه في السلطة لأطول فترة ممكنة .
زعيمة المعارضة الإيرانية/ مريم رجوي أعلنت في المؤتمر الحاشد أن إسقاط نظام الولي الفقيه الذي يحكم إيران أصبح ممكنا وأضافت أن النظام الإيراني غير قابل للإصلاح ولا تفاهم أو حل معه سوى إسقاطه في الوقت الذي كانت تضج القاعة التي عقد فيها المؤتمر بهتاف الحضور (الشعب يريد إسقاط النظام).
صدر بيان للمنظمين عشية المؤتمر جاء فيه أن هذا التجمع الحاشد يمثل الصوت الحقيقي للشعب الإيراني وهو صوت البديل الديمقراطي الذي ينظر إلى مكونات المجتمع الإيراني برؤية متسامحة ومساواة بين الجنسين واحترام حقوق الأقليات والديانات وأيضاً ينظر إلى إيران خالية من السلاح النووي تبحث عن علاقة حسن جوار وصداقة مع دول العالم.
أيضا أضاف البيان أن تدخل إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها من الدول ودعمها للتنظيمات الإرهابية أثارت الأزمات وزعزعت الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة ناهيك عن المشاركة في قتل نصف مليون سوري وتشريد الملايين من السوريين والعراقيين واليمنيين وناشد البيان الدول أن تقف مع السلام وتدعم المعارضة الإيرانية لقطع دابر النظام الإيراني وطرد الحرس الثوري من سوريا والعراق وبقية دول المنطقة .
وفد المملكة الأردنية ممثلا في وزير الإعلام الأردني السابق والإعلامي صالح القلاب كانت له كلمة شارك فيها المعارضة الإيرانية مطالبها بإسقاط النظام الإيراني ولكنه طالب المعارضة أن توحد صفوفها وأن يكون هناك تنسيق بين كل قوى المعارضة وهي كثيرة فهناك العرب الأحوازيين والأكراد و البلوش والأذريين وغيرهم من القوميات التي تتعرض لاضطهاد وكبت للحريات والمطاردات
والإعدامات والجدير بالذكر أن القومية الفارسية لا تشكل سوى 25 % من الشعب الإيراني وأما التيار الديني المتشدد الذي يحكم إيران فهو لا يمثل إلا أقلية في إيران تسيطر على الحكم وتنهب ثروة الشعب الإيراني وتصرفها على ملذاتها وكذلك على التنظيمات الإرهابية والحروب العبثية .
من المفيد القول إن هناك حضوراً لافتاً لشخصيات سياسية أميركية ويتزامن ذلك مع عقوبات أميركية على إيران ومصادرة مبنى من 35 دوراً تمتلكه الحكومة الإيرانية لتعويض ضحايا عمليات إرهابية كان وراءها النظام الإيراني وهناك عقوبات أخرى في الطريق وهناك دعوة أميركية رسمية سوف توجه إلى رئيسة المعارضة الإيرانية مريم رجوي وهو اعتراف رسمي أميركي بالمعارضة الإيرانية غير مسبوق.
إن الظروف الدولية بدأت تتغير لصالح المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج وهناك هدف أعلن عنه ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وهو نقل الثورة إلى داخل إيران ودعم المعارضة الإيرانية لتحريك الشارع الإيراني لإسقاط نظام الولي الفقيه الذي أطاح بنظام شاه إيران محمد رضا بهلوي بثورة شعبية لكنه انقلب على الشعب الإيراني فهناك أكثر من نصف هذا الشعب يعيش تحت مستوى الفقر وهو من سوف يطيح بالنظام الإيراني حتى تشرق شمس الحرية من جديد في إيران وتبرز ما فيها من حضارة التسامح والتعايش مع الآخر ودعم السلام وليس الإرهاب ومد يد المحبة والصداقة وليس الشر والدمار.