📖 قال تعالى:[[إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني مُمدّكم بألف من الملائكة مُردِفِين() وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم]] [[ إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان]] " الأنفال: 9، 10، 12"
🔴 وإليكم مواقف أخرى من الجاهزية لدى القادة والجنود غيرت مجرى سير المعارك بل والتاريخ معاً، والتي كانت نتيجة طبيعية لجاهزية أهل بدر في القدوة والاهتداء، على طريق التأسي بالصحابيين الجليلين: المقداد بن عمرو وسعد بن معاذ- رضي الله عنهما- فمن جاهزية خالد بن الوليد وروحه المعنوية العالية - رضي الله عنه - وكلماته القليلة المؤمنة الصادقة المخلصة، وهو في الشام كي نعلم ماذا فعل في العدو؟! وماذا حققت تلك الشخصية للمسلمين المقاتلين؟ إنها أخضعت العدو لمطالب المجاهدين في سبيل الله، وأنزلتهم من أحصن القلاع المانعة للتفاوض والصلح، وهو ما حدث بالفعل في حصن حلب في الشام، لمّا تحصن الأعداء في القلعة وأسوارها، هتف خالد بن الوليد فيهم : والله لو كنتم في السحاب لحمَلَنا الله إليكم أو لأنزلكم إلينا!! فانهزم أعداء الله ونزلوا عن حصنهم ورضخوا للصلح، وكفى الله المؤمنين شر القتال" ؟!.
🔴 وهذه جاهزية عمار بن ياسر -رضي الله عنه - القتالية وروحه المعنوية العالية: يقول في معركة استشهاده: " والله لو هزمونا حتى يبلغونا سعاف هجر لعلمنا أننا على الحق وأنهم على باطل؟!، وقال:' اليوم ألقى الأحبة، محمدا وصحبه" راجع: حلية الأولياء. بمثل هذه الجاهزية القتالية العالية وخطاب العزة والقوة تتحطم نفسية العدو، وينكسر خاطره إلى الأبد، بل وتنهار قوى الكفر والبغي من داخلها، فتستسلم للحق وتذعن لأهله.
🔴 إن إيمان القيادات المسلمة المجاهدة لقضاياهم الدينية والوطنية المشروعة، ومبادئهم الأصيلة السامية وإخلاصهم فيها تجعل من خطاباتهم وكلماتهم وتصريحاتهم معاول هدم في بنيان الأعداء، وتعمل في العدو عمل السيف في أعضاء جسم الإنسان، وعمل المدفعية القوية النوعية في مواقع الشر المحارب. كلماتهم المختارة الصادقة الموفقة تقذف الرعب في الصدور، وتخمد القلوب الفاسدة وتحرقها، وتجعل أعضاء الجسم وأطرافه ترتعش كسعاف النخيل عند هبوب الرياح العاتية.
🔵 إن تلك المواقف الشجاعة للقادة المجاهدين تحدث الأثر الإيجابي الفعال المزدوج، إنها تستنزل جنود السماء لتلتحم مع جنود الأرض في المعركة الواحدة فتضرب أعناق الأعداء وتدك معاقلهم، ثم إنها ترفع من مستوى الجاهزية القتالية ومستوى الأداء القتالي الفعلي لدى الجيش المقاوم في سبيل الحق والأوطان فيرتقي لينال شرف الالتحام في صف مجاهد واحد مع ملائكة الله المنزلين في مواجهة جند الشيطان وحزبه فيهزم أعداء الله شر هزيمة.
🔴 القائد المقاتل في سبيل الحق المبين قد يصنع النصر ويستعجله ويحقِّقه بعقليته القيادية الفذة، وبتخطيط عملياته المحكم، وبوضوح أهدافه وتصوراته المسبقة، وبامتلاكه مختلف وسائل الحرب الناجحة والدهاء والذكاء، وبما يمتلك من حرارة الإيمان وصدق الكلمات، وحسن توجيه الخطاب، وإلجاء الخصم إلى أضيق الطرق والخيارات، هناك يعجل الله بالنصر المنشود، بأقل كلفة ويحفظ الأنفس والأموال ويسقي عدوه كأس الهزيمة.
📚 وتلك هي استغاثة الرسول - صلى الله عليه وسلم- في يوم بدر في أثناء دوران المعركة وتخطيطه الشوروي لقبلها وبعدها وأثنائها، وتلك هي رسالة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- لأهل حصن حلب وبرقيته العاجلة لهم، وتلك هي كلمات عمار بن ياسر التي تتلألأ منها العقيدة الثابتة، ويظهر فيها عمق الإيمان الصادق، والتجرد المخلص للدفاع عن المبدأ الحق حتى نيل الشهادة، والشواهد هنا وفي هذا المجال أكثر مما تعد أو تحصر.
⚫ وبهذا البذل والفداء وبهذه التضحة النادرة والروح الحوارية والتفاوضية المبصرة القاصدة الهادفة، تتدخل السماء، وتشترك الملائكة، ويحصل الدعم والعون الإلهي وتأييد الله لأوليائه المؤمنين المخلصين العاملين في الجهاد والمقاومة لنصرة الحق والدين والوطن.
يتبع3