📖 قال تعالى:[[أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يَعلمِ اللهُ الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين]]" عمران: 142.وقال تعالى:[[وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمْرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون]]"السجدة: 24.وقال تعالى:[[ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم]]"محمد:7" .

📖 في الآيات القرآنية دعوة صريحة للمؤمنين إلى الجهاد والمقاومة في سبيل الحق، ثم الصبر والمصابرة والثبات على ذلك العهد والجهاد وتحرير الأوطان. الجهاد الصابر الذي تكون ثمرته الانتصار والظهور والصدور في الأرض والأوطان والرياسة المادية والمعنوية وإيصال رسالة الحق، وهي الاستخلاف في الأرض وتعميرها وتنمية الإنسان، والقيام بأمر الإسلام نصرة لله ولكتابه ولرسول -صلى الله عليه وسلم- والتمكين لأهل الحق في الحياة الطيبة .

🔴 وفي الآيات بيان للعلاقة القائمة والدائمة بين الظهور والصدور والتقدم في الأرض والأوطان وأن يكونوا أئمة وبين سلوك الطريق المستقيم في هداية الناس إلى أمر الله ونصرته بالجهاد والبذل والتضحية، وأنه على الله تثبيت الأقدام، وأن رفع الرؤوس شامخة في هذه الحياة لن يكون إلا بتثبيت الأقدام في سبيل الله وجعل كلمته هي العليا. وأن التقدم في الآخرة نحو الجنة مرهون بصدق الإيمان بالله والإيقان بآياته والإخلاص والتقدم على مستوى الحياة الدنيا نحو نصرة الحق وأهله وتبيت المبادئ السامية والعيش الحر الكريم. 

 🔴 والثبات في الإسلام من الصبر، والصبر في الإسلام من الثبات، فهما مقترنان متلازمان؛ فحيث يكون الصبر هو الغالب يكون الثبات وسيلته والتابع، وحيث يكون الثبات هو الغالب يكون الصبر وسيلته والتابع، فهما يتناوبان قيادة وجندية بالتبادل فيما بينهما في الشخصية الداعية إلى الله المجاهدة في سبيله،، والذي يجمع بينهما ويربط هو الابتلاء، أي وما بينهما من علاقة فهي الابتلاء، ويحكم الثبات والصبر إيمان الداعية وروحه المجاهد الصلبة في سبيل الله، فالمؤمن هو القالب الذي تجري فيه هذه العملية الجهادية التي تجمع بين الحركات الباطنة والحركات الظاهرة .

 📚 فمن هذا الثبات الشامل والصبر الشامل والتضحية الكاملة، هو ثبات الأنبياء والرسل في دعواتهم أمام أقوامهم، وصبر وثبات والأئمة العلماء الأتباع الذين يبلغون رسالة ربهم ويقتدون بأنبيائهم ويهتدون برسلهم حق الاقتداء وحق الاهتداء، ولا يخشون في الله لومة لائم حتى يلقون ربهم. وإن من ثبات أهل القدوة في هذه الأمة ثباتهم في مواقف العقيدة والإيمان في مسالك السلم والسلام، أو في مسالك الحرب والاحتراب مع الأعداء. فهناك ثبات وصبر في مواقف التضحية والجهاد بالسيف والسلاح والمقاومة، وهناك ثبات وصبر في مجال بذل الأموال والإنفاق في سبل الخير، ومحاربة شح الأنفس والبخل، وهناك ثبات وصبر في مجال التمسك بالأفكار والمبادئ والآراء التي تخدم الدين الإسلامي الحنيف والعقيدة الصحيحة وتنصر الحق والصواب، ودونك كتب التراث الإسلامي الثابت، وسيرة السلف الصالح وعملهم وصبرهم وثباتهم قادة وجنودا فلتراجع..