اليوم في تعز العز والقوة والثورة تستكمل الزحف إلى باقي ساحات القصور (الجمهوري، التشريفات) مدرسة بن عثمان، وما جاورهم، من فجر هذا اليوم "أمس الأول" حتى كتابة هذا الجبهة الشرقية لمدينة تعز حرب مشتعلة بكثافة، ومواجهة أرض أرض حامية الوطيس حاسمة الحال والمصير، صبر ومصابرة، ثبات وعزم، صمود إصرار، شجاعة وإقدام، تضحية وفداء، زحف ومواجهة عند اللقاء وفي حين البأس، لا ترخص، لا تحرّف، لا تحيز إلى فئة، لا تراجع، لا تولي، لا فرار، إنه يوم من أيام الله، يوم من أيام تعز المشهودة، إنه يوم بدر الصغرى، في ذات تاريخ يوم بدر الكبرى، في الحدث والزمان والموضوع لا فرق، والانتصارات تتوالى وتتعدّى، فما أشبه الليلة بالبارحة!

الأعداء الغزاة البغاة ينكسرون هم وقاداتهم وقناديلهم وزنابيلهم ومليشياتهم، هم وتعزيزاتهم ونواظيرهم وآلاتهم الحديثة الليلية والنهارية، يفشلون هم وتدريباتهم وتخطيطاتهم وتكتيكاتهم، يخسرن هم وأموالهم الذين يجمعونها وينفقونها ينهزمون أمام كتائب اللواء 22 ميكا وجبهاته، اليوم هم يولون الأدبار خاسرين حاسرين خاسئين مخزيين، لكنهم يناوشون ويحاولون.  

إنها الجبهة الشرقية وما أدراك ما الجبهة الشرقية؟ رجال أفذاذ، قادة وجنودا، صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمن هم من قضى نحبه، ومن هم من بترت ساقه ورجله وسبقتاه إلى الجنة، ومنهم من أثخنه الجراح ثم بدأ يتشافى فنفر مرة أخرى إلى ساحة الحرب من جديد، ومن هم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، حقا إنهم فتية يؤمنون بربهم ويخلصون له وينذرون أنفسهم لنصرة الحق المبين فيزيدهم الله هدى بالدوام والاستمرار، يجاهدون ويقاومون في سبيل الله فيزيدهم ربهم قوة ومنعة في إيمانهم في عقيدتهم في أبدانهم في رميهم. 

من أول شهر رمضان المبارك وهم على وتيرة واحدة في الميدان الحربي، في معركة واحد متواصلة، يزحفون شبرا شبرا وذراعا ذراعا، وباعا باعا، وشقة شقة، ومؤسسة مؤسسة، ومعسكرا معسكرا، وقصرا قصر، بخطة عسكرية للجيش والمقاومة من قياداتهم في اللواء، هي غاية في الدقة والإتقان والإحكام، يقاتلون ويتقدمون ويكسبون جديدا وينتصرون، ويحافظون على انتصاراتهم ولا ينكسرون بإذن المولى. 

خلال الـ24 الساعة الأخيرة وحتى كتابة هذا ونشره، رجال الله في الجبهة الشرقية هم في ذروة معركة حامية الوطيس، بل في مرحلة حين اشتداد البأس والتلاقي المباشر مع الأعداء الغزاة المعتدين البغاة، ولن نبالغ إن قلنا إنها المعركة الأشد في هذه الجبهة التي تواصل فيها الليل مع النهار، مواجهة ومنازلة عسكرية تاريخية سيسجلها التاريخ اليمني في تعز بأحرف من نور ومن نار أيضا، إنه العون العظيم والقوة الجبارة التي وهبها الله لهؤلاء القادة والجنود، بما أنعم الله عليهم، ثم بسبب تفانيهم وإخلاصهم في دفاعهم عن الحياة الطيبة والعيش الكريم(الدين، والوطن، والأرض، الإنسان، الكرامة، الحرية، العدل) لم يستريحوا، لم يناموا، لم يغشيهم النعاس، لم يفتروا، لم يتراخوا، لم ينكسروا، لم يتخاذلوا، لم يتباطئوا أبدا أبدا على مدار الثانية والدقيقة والساعة نار الحرب مشتعلة بمختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة الحديثة والقديمة، بل وبعزيمة منقطعة النظير فلله درهم من رجال أبطال أفذاذ. 

 سبحانك ربي ما أعظمك في سمائك وأرضك وخلقك، ما أنصرك لعبادك المجاهدين، ما أحكمك في عبادك وقدرك، ما أقربك من دعاء المؤمنين العاملين المخلصين المستغيثين، ما أغلبك على أمرك في الغزاة البغاة المعتدين القتلة المجرمين، ما أعدلك بين عبادك المختلفين المتحاورين، لقد استجبت دعاء المظلومين، ولبّيت نداء الأبرياء المدنيين المسفوكين الدماء، ومددت المقاومين المدافعين عن الحق المبين بقوة من عندك، بجنود من لدنك، مددتهم بصبر ومصابرة ومرابطة وعزيمة وشجاعة وإقدام وثبات يوم الزحف، قويت عزائمهم، طهرت قلوبهم، ثبت أقدامهم، سددت رميتهم، عضدت أبدانهم، أرويت عطشهم وظمأهم، أشبعت جوعهم وبطونهم، ثم كتبت نصرهم وهزمت عدوك وعدوهم الباغي.  

🏮 تحية للقادة والجنود، تحية للجيش والمقاومة، تحية للمحاربين الميدانيين وقادة القطاعات، تحية للمرابطين، تحية لتعز الحاضنة، والجيش والمقاومة مستمرون في دحض العدو الحوثي ومليشياته وعفشته ودحرهم عن تعز ولا توقف، الشكر والثناء لله العلي القدير الذي رزق عباده الإيمان والعزم والإصرار وأنزل عليهم الغيث وطهر قلوبهم والأبدان، وثبت الأقدام وكتب النصر، في هذا اليوم وفي كل يوم وفي كل الجبهات، وما النصر إلا من عند الله..