المشهد يعبر عن نفسه، أراد «الملالي» أن يرتجلوا فصلاً جديداً ضمن مسرحيتهم الهزلية فأضافوا إليها مشهداً درامياً ملطخاً بالدم.
«الدولة الأكثر رعاية للإرهاب في العالم وليس المنطقة فقط تتعرض لأعمال إرهابية»!!
انتحاريون يقتحمون مدافن الخميني والبرلمان، بأسلوب «داعشي»، يبدو أن المخرج «قاسم سليماني» قد اقتبس سيناريو الحدث من مشاهداته في العراق وسوريا، وجمع كل الأساليب في لقطة واحدة، انتحاري يفجر نفسه، وآخر يشرب سماً حتى لا يقبض عليه، وثالثة يُلقى القبض عليها وهي تلبس زياً شبيهاً بأزياء «مجاهدي خلق».
والحرس الثوري كان يقف على الأبواب في المكانين، ولم يكتشف شيئاً، بل يحدث تفجير آخر بعد ساعات في المدافن، ووكالات الأنباء الإيرانية التي اعتادت التعتيم على الأخبار كانت سباقة في نشر التفاصيل المحاكة بعناية وكان مندوبها يقف خلف المهاجمين الانتحاريين.
لا نقول إن إيران محصنة من تجرع الكأس المسموم الذي أذاقته لكل دول الجوار العربي، بل على العكس، فنحن نتوقع أن تختل موازين السيطرة المحكمة من الملالي والحرس الثوري، وأن تدخل إيران في فوضى عظيمة بعد كل ما فعلته مع الآخرين، فالنار التي أشعلتها ستمتد إليها، ومن أباح قتل الأبرياء في العراق وسوريا لا يمكن أن يفلت من العقاب، ومن عّلق المشانق لمن يخالفون النظام في مذهبه أو عرقه سيذوق طعم القتل حسب الهوية والانتماء المذهبي والأصل.
ولكننا نقول إن الذي حدث أمس الأول «مسرحية» من تأليف وإخراج القوى الإيرانية المتنفذة، يراد منها إيصال رسالة إلى الولايات المتحدة والدول التي شاركت في قمة الرياض، وهي رسالة «ركيكة» وغبية، قد تمر على بعض الجهلة، ولكنها لا تمر على الذين يعرفون تركيبة وفكر «الولي الفقيه».
والشواهد التاريخية كثيرة، أولها كان تفجير كل الشركاء في الحكم بعد نجاح الثورة ببضع سنوات، عندما قتلوا 60 رمزاً من قيادات «الملالي» والسياسيين بينهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس حزب الجمهورية الإسلامية، ولا نستبعد أن يقف خلف «مسرحية» البرلمان ومدفن الخميني فريق يسعى إلى السلطة، خاصة بعد احتدام الصراع بين الأجنحة نتيجة مرض الخامنئي، ووقوف العالم كله أمام الممارسات التخريبية.
بعد مشهد أمس الأول سنرى إقصاءات لأسماء إيرانية من الصف الأول الحاكم، وستظهر وجوه جديدة تكمل فصول مسرحية الدم.