مجدداً، أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة موقفها الثابت والراسخ من وحدة اليمن وأمنه واستقراره، فقد ظلت الإمارات ومنذ تأسيسها حريصة على لمّ الشمل العربي منطلقة في ذلك من المبادئ الوحدوية التي قامت على أساسها عند توحيدها قبل 45 عاماً.
الموقف من اليمن ووحدة أراضيه ظل هدفاً ثابتاً في سياسة دولة الإمارات، وتعزز أكثر خلال المرحلة التي سيطرت فيها جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء وتنفيذ انقلاب صريح على الشرعية التي استنجدت بأشقائها لمساعدة الشعب اليمني في التخلص من الانقلاب ومفاعيله.
وفق هذا المفهوم تنطلق سياسة دولة الإمارات، ومنذ مشاركتها في عاصفة الحزم عام 2015، ظلت ولا تزال حريصة على وحدة الشعب اليمني، وجاءت تصريحات الدكتور/ أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلسلة تغريدات في «تويتر»، لتؤكد التزام دولة الإمارات بهذه المبادئ انطلاقاً من «روح الالتزام التاريخي باليمن وشعبه، والذي وجهه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وسقته تضحيات أبناء الإمارات وشهادة خيرتهم، ولن ينال منه السفهاء والجبناء".
لقد كان الدور الإماراتي في اليمن واضحاً لا لبس فيه، فهو دور مساند للمملكة العربية السعودية وهدفه خير اليمن، و«التزام الإمارات ضمن التحالف العربي أزعج الكثير من القوة الظلامية في اليمن وخارجه، وأقضّ مضاجع ثوار الثرثرة، إلاّ أن فعل دولة الإمارات وتضحية أبطالها في مختلف ساحات اليمن كانت وستبقى أقوى أثراً من تنظيراتهم وأكاذيبهم".
لا يحتاج الدور الإماراتي إلى شهادة من أمثال هؤلاء المغرضين والأفاكين، فهو حاضر على الأرض ومجسد في أبهى وأنصع صوره، فقد كانت الإمارات وستبقى السند الكبير لليمن وأهله في سبيل استعادة استقراره ومجده، فالإمارات لن تكون إلا عوناً لليمن حتى يتمكن أبناؤه من استعادة دولتهم المختطفة من قبل الانقلابيين والمتمردين، الذين أرادوا إدخال بلادهم في دائرة النفوذ الخارجي وتحويلها إلى ساحة صراع، تؤثر على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
لم يكن للإمارات ولن يكون في يوم من الأيام أي مطامع في اليمن، فالهدف الوحيد لمشاركتها في التحالف العربي يكمن في تخليصه من الواقع الصعب الذي يعيشه منذ الانقلاب الذي قضى على أحلام اليمنيين في وطن آمن ومزدهر، بعد أن كانوا قريبين من تحقيق ذلك عند إقرار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
أما الأصوات النشاز التي تظهر بين فينة وأخرى مشككة بدور التحالف في اليمن، فإن الحقائق على الأرض هي التي ترد على أكاذيب هؤلاء وتزييفهم للواقع، فلا يستطيع أحد أن ينكر الدور الإنساني والتنموي الذي تقوم به الإمارات في مختلف مناطق اليمن من دون تفرقة أو تمييز، وهناك فرق كبير بين الفعل والثرثرة، والفعل الذي تقوم به الإمارات، هدفه خير اليمن وتأسيس مستقبله.
يبقى الدور الإماراتي فاعلاً ومؤثراً، وهو يسير على اتجاهين، الأول المشاركة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الدولة المختطفة من قبل الانقلابيين، والثاني المساهمة في إعادة إعمار ما دمرته أياديهم، والتي طالت البنية التحتية وشردت ملايين الناس وأدخلت البلاد في دوامة المجهول.