;
عبدالرحمن الظفري
عبدالرحمن الظفري

نحن لا نحب الانتظار 947

2017-05-16 04:08:22

وأنت تدقق في معنى للانتظار، لا يمكن أن تجد له معنى حقيقياُ إلا إذا حاولت أن تفكر في تفاصيل يومك الروتيني الممل في بلد مثل اليًمن، عندما تتمعن في كل ما تقوم به في حياتك اليومية.
عندها سيتضح لك فعلاً أنك أمام معنى مفهوم الانتظار في بلد ينتظر إعانات من الخارج ليسد بها احتياجات النخبة الحاكمة على حساب الشعب المغلوب..
في بلد المواطن فيه ينتظر انتهاء يومه، وما أسوأه من حال أن يكون الإنسان مجرد واقف في مكانه يصبح انتهاء اليوم إنجازا لديه، وكأنه يريد تسارع الأيام لتنتهي حياته.
عندما تنتظر كموظف متى سيتم صرف الراتب تنتظر شهرا بعد آخر لأشهر وأنت تنتظر، عندما تنتظر إيقاف الحرب أو حل للسلام، أو عندما تنتظر فرصتك في طابور طويل لتعبئة سيارتك بالبنزين أو عندما تنتظر ممرضاً أو طبيباً، أو عندما تنتظر أمام باب الكليات من أجل مقعد أو عندما تنتظر لأشهر عدة لأجل حصولك على شهادتك الجامعية بعد تخرجك أو تنتظر عمراً طويلاً من أجل عمل بعد أن نسيت حتى ما هو تخصصك.. أو عندما ترمق أسراً بكاملها في الشارع تنتظر لأجل حصولها على وجبة غداء وانتظارها حتى يرمي صاحب تلك الفلة الجميلة مخلفات الأكل لعلها تحصل على قليل من بقايا هذه المخلفات.. أو عندما ينتظر المريض من على سرير أحد المستشفيات الحكومية الموت بعد إهماله والاهتمام به فقط ليتناول جرعات الأدوية المهربة.. أو عندما تنتظر وصول قريب لك من السفر أو عندما تنتظر الإفراج عن أخيك، أو عندما تنتظر خبراً سيئاً..
هذه المكونات الصغيرة لمعنى الانتظار تجد لها مفاهيم أوسع وأدق عندما ينتابك إحساس غريب أشبه بانتظارك لرصاصة ستخترق قريباً جمجمتك وتستقر في الجانب الآخر من المشهد، خصوصاً عندما تحاول التفكير بأنك ستنتظر مزيداً ومزيداً من الوقت.
إن السيئ في عملية الانتظار هذه هو أنك تجلس أمام شاشتك الصغيرة وتنتظر رئيس الجمهورية وهو يتكلم ويمطرك سيادة الرئيس بكثير من التبريرات والوعود لمصلحة الوطن والتوعد والوعيد وأنت تنتظر تصريح لصرف المرتبات، وأنت تتهيأ لتغيير تلك القنوات العقيمة ينظر إليك الرئيس ووجهه يتصبب عرقاً ربما من شدة المبالغة والكذب ويقول إن عجلة التغيير تسير إلى الأمام وأن الأمور تتجه للأفضل وأنت في ذلك الحين تنتظر رد صديقك الذي أرسلت له بأن يدبر لك حق عشاء أولادك.
سنوات من العزلة والانتظار لنخبة لديها "ساقان جيدتان لكن لا تتعلم أبداً كيف تسير بهما إلى الأمام"..
سنوات من الانتظار الكبير، تعني أن تجبر على سماع تبريرات النخب السياسية عن صعوبة المرحلة وإرث النظام السابق والمؤامرة الدولية.
انتظرنا كثيراً من المبادرة الخليجية ثم انتظرنا من الانتظار الكبير لمخرجات الحوار والآن في انتظار انتهاء الحرب الذي يبدو أنها ستطول وأن المرتبات والحصول عليها أمر صعب ولا جديد في الانتظار سوى التبول علينا من أعلى القبة.. نحن الآن أشبه بطوفان نوح، زحف على الأخضر واليابس وتركنا ننتظر على الحصير بلا سفينة ولا مركب.. إن مأساة العالم الذي نعيش فيه تكمن في أن السلطة كثيراً ما تستقر في أيدي العاجزين كما قال برنارد شو.
إلى متى سننتظر؟ وماذا ننتظر؟!!
هل ننتظر حتى "نصدأ" كقطعة حديد بعد إلقائنا في ماء عكر، أو ننتظر حتى يتم وضعنا في أكياس وإلقائنا بين الكلاب الضالة لتهشم ما تبقى من لحومنا الطرية؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد