كما هي عادته الثعلب سوف ينجو بجلده فقط مقابل القربان الحوثي، توفير خروج وملجأ آمن والضمانة من أي ملاحقات دولية، أو تجميد الأرصدة المسروقة مقابل توجيه طعنة مسددة لأنصار الحوزة عبدالملك.
على أي حال يرى صالح أن الحوثي يتربص بحياته، ومستقبل بقايا حزبه المجهول، ويسعى بممارساته لطي صفحة تأثيره، وتحنيط فعله السياسي بأذرع لجانه الثورية، وتطرفها إزاء رجالات صالح في مختلف المؤسسات المدنية والعسكرية. وبالتالي ليس أمام خيار الموت البطيء إلا إعمال قاعدة تغدى به قبل أن يتعشى رأسك، ورؤوس أتباعك المتهاوية.
أنباء مؤكدة، أن هناك خط تواصل بين عفاش والرياض، وأن هناك تنسيق لدولة ثالثة ترغب في إيجاد مخرج آمن ومقبول لنجاة المخلوع الانقلابي مقابل فك ارتباطه، ومشاركة أنصاره في إسقاط صنعاء وبقية المحافظات المخطوفة من قبضة الحوثي.
من يبيع أولا: تحددها طبيعة السلعة، والمسوق، ومنهج التسويق، وملابسات أجندته الإقليمية.
بقراءة أولية أن عفاش رغم خرجاته، وزلات هرائه، وإصراره على ادعاء وطنيته، بخطاباته الاستعطافية، وعنتريات تحدياته التهريجية لا زال مسخرة مقبولة، لقبول صفقة بيعه الحوثي مقابل سلامة رأسه وأولاده، وثلة أتباعه المعرضين لصنوف الإهانات، والإقصاء، والتصفيات.
هناك فجوة مخاطر أيديولوجية بين الخليج لاسيما المملكة السعودية، وبين إيران الحوثي لا يمكن ردمها، ومن غير المحتمل بعد التهديدات التي تلقتها المملكة، وجهر الحوثي ومن ورائه طهران بأن رأس النظام السعودي هو هدف إستراتيجي لا حياد عنه أن تلدغ من ذات الجحر السياسي مرة أخرى. الحوثي المشروع الإيراني مستعد لممارسة لعبة التكتيكات، لكن الغاية لا تحيد عن خيار اللعبة الصفرية قيد أنمله.
الحوثي غير مقبول به كمسوق، وبضاعته هي الأكثر تسميما وخطرا، ومصدرها دولة لا تصدر سوى الفوضى والدمار، فعن أي بضاعة يمكن التفاوض حولها.
لذلك ضربا من تجاوز الحقائق إن تكهنا، بأن الحوثي سوف يكون مقبولا في معادلة المستقبل السياسي بتلك الأجندة، والنزوات الأكثر تهديدا وخطرا للمملكة، مثله مثل رفض أي دور رسمي للمخلوع صالح، بعد خيانته الكبيرة والفارقة للمملكة، التي ساندت نظام حكمه لعقود، ليغرس خنجره في ظهرها في اللحظة المناسبة. كلما يمكن أن يحصل عليه عفاش وعدا ببقاء حزب المؤتمر جناح صالح في معادلة اللعبة السياسية، وتوفير خروج آمن ومقبول كما أسلفنا مقابل مناجزة شأفة الحوزة وأنصاره لاجتثاث التأثير والحضور الإيراني من عمق المملكة وظهرها.