من تحت الطاولة يلعب بعض قيادات في الشرعية، لعبة الفيد والاستحواذ عن طريق المتاجرة بحقوق مناضلي المتاريس والمواقع، من كانوا يتقززون من ذكر المقاومة ولا دور لهم أصبحوا اليوم هم قاداتها وسلاطينها، ومن هم بالمتارس المدججين شجاعة وبطولة أصبحوا في قائمة النسيان.
لا يعرفون أن هناك من يستخدم رصيدهم البطولي لنفع شخصي، وأصبح المقربين في أماكن المقيل هم أصحاب الأولوية، فيما حملة البندقية وحماة الديار خارج حساباتهم، الرصيد الوطني استبدلوه بالرصيد البنكي فكل تضحية تزيد من رصيدهم، هناك لوبي داخل الشرعية يمارس كواليسه وتلاعبه التي لا تختلف عن ما كان يمارس في نظام الأمس، ترشيح لرتب عسكرية لقيادات لا تتجاوز الغرف ولا تعرف لميدان المنازلة مكان.
أشفقت على أبطال المقاومة عندما سمعت عن تسريبات بذهاب وفد يمثل المقاومة إلى الرياض دون معرفة الكثير من سيمثلهم، فقد مرروا طبخات أكثر من ذلك، وتلاعبوا ويخوض المستفيدون حملات الدفاع عنهم مقابل الحصول على فتات، هكذا تتم المتاجرة في المواقف والتضحيات، مناضل يحارب وآخر يحقق الفوائد والمكاسب.
يجب أن يدرك هؤلاء أن في نفوس الناس أشياء لا تحكمها الفلوس، منها الغيرة الوطنية، فليس تاريخ الإنسانية تاريخ بنك أو شركة حتى نرجع لتوزيع الإرباح والأسهم، ولو كان المال وحده كافياً لخلق الأوطان وإقناع الناس بالتضحية، لما كانت هناك حاجة مع وجود المال.
وسيزول الأشخاص الذين يستسلمون للغنى والثروة واغلبها الترف والمتاع على قيم الفضيلة والثبات والصدق.
أشعر بألم وإنا أرى الوطن ينهار بفعل تصرفات أبنائه الذين كتب لهم الشقاوة والخذلان والتمرد على القيم وكل سلوك يحترم الإنسان.
تعلمنا احترام الصفات وسنبقى نمنحها كل القبلات لأنها تبقى إلى النهاية أما الصفة فهي عابرة ولن تدوم طويلا ومن يحترمها إما مجامل أو عدو للصفات، لكن هناك من يجمعون بين الصفات والصفة وهؤلاء ممن كتب لهم الفوز في حب الناس وهم القادة الأتقياء.
فمن سيحفظ الله سيحفظه ومن نسيه فهو لا محالة هالك ولو بعد حين.