مازلتُ أمارس هواية الحلم.. ولم ولن أفقد الأمل، ولدي قناعة أن كل شيء سيتغير للأفضل، فرغم الآلام التي يكابد مرها الشعب والمآسي الجاثمة والأوجاع التي يعانيها أبناء الشعب ورغم الحرب والأوضاع المزرية لم ولن أفقد الأمل، فكما أؤمن بأركان الإسلام الخمسة وأركان الإيمان الستة أؤمن بأن القادم أجمل وبعد العسر يسريين وأن الوطن باقي والأشخاص زائلون.
ربما سيتحقق هذا الحلم قريباً، وربما سيتأخر إلى أن تحصد الأيام آخر أنفاسي من هذه الحياة،
إلا أن ذلك سيحدث حتماً..
اليمن وطني.. ووطني لا يموت..
قد يضعف البعض من أبنائه، قد ينهبه البعض، وقد يغضب منه البعض، وقد تنهشه كلابه المسعورة وتلدغه أفاعي الأجندة الميليشاوية وتؤلمه ويبكيه أبناؤه العاقون الذين يزعزعون أمنه واستقراره.
ورغم ذلك ستبقى اليمن إلى الأبد موطني، وموطني لن يموت.
دائماً أتساءل لماذا يتمسك البعض من أبنائه بسلاح الإحباط المبكر الفتاك، ويحاول نسف الوطن ؟!. ويقدس أشخاصا زائلون متناسيين أن الوطن هو الباقي وهو الذي يستحق كل التقديس والحب والتضحية والفداء.
تتلبد في ذهني غيوم التعجب حينما أرى السماسرة والخونة والأنذال وقطاع الطرق، والعصابات الظلامية والجماعات الكهنوتية والميليشيات الإرهابية وعناصر التخريب والجاثيين على بساط الشيطان.. يتغنون بالوطنية ويتشدقون بها ويدعون الحب للوطن وهم من أدخل الوطن في نفق مظلم ويعملون ليل نهار لدفنه وتشييعه ويريدون أن يطفئوا نوره لكن الوطن متم نوره ولو كره الانقلابيون؟!
إني لتنبت في وجهي زهور الأمل حينما أرى طفلاً من وطني ينشد: الوطن وأبطاله وأحراره الذين يقاومون الكهنوتية الظلامية والرجعية الإمامية السلالية الإنقلابية الميليشاوية الإرهابية..
فأقرأ في أعماق عينيه.. اليمن بخير.. اليمن بخير..
أغرقُ فرحاً وانتشاءً.. حينما يستشيط أحدهم غيظاً وغضباً من أجلِ الوطن..
فهو يعرف مثلي جيداً أن الوطن أغلى ما نملك..
استسلم لسكون الراحة حينما أدرك أن الوطن باقٍ، وأن من أراده بسوء سيموتْ.
وسيبقى.. نعم سيبقى الوطن..