عمل الهاشميين على إغراق اليمنيين بالشعارات الجهوية والمناطقية والإيديولوجية المذهبية والسياسية التي تهدف إلى خلق التنازع والصراع والشقاق بين اليمنيين لقرون من الزمن حتى إن اليمني صار يناصب العداء والحقد لأخيه اليمني دونما سبب سوى إن الهاشمية جيشتهم ضد بعضهم بعد أن نثرت فيهم خرافتها وأوهامها حتى صار صاحب السهل يتهم الهضبة وصاحب الوادي يشتم صاحب الجبل وأبن الساحل يلعن ابن الصحراء.
فصار ابن حضرموت لا يتقبل أبناء عدن و شبوة، وابن عدن لا يرضى عن أبناء الضالع وأبين ويافع، وأبناء تعز وإب لا يطيقون أبناء ذمار وصنعاء، لقد وصل الهاشميين إلى ما هو أبلغ من ذلك لقد جعلوا المنتمي لحزب ما يتهم أخيه في الحزب الأخر بالخيانة والرجعية والتخلف بعد أن عبوا منتسبيها بأيديولوجية ما لأن الهاشميين هم المسيطرون عليها وجميعهم متفقون فيما بينهم لتكون حظائر لخلق الصراع والاقتتال بين منتسبيها الذين هم اليمنيون فيتصارعوا ويتقاتلوا فيما بينهم على الوهم الذي زرعه الهاشميون في أذهانهم.
لكن المؤسف أن الجميع يشاهد هذا القبح دونما اكتراث أو تفحص أو اعتراض لماذا اليمني يقاتل أخاه اليمني ويتهمه بأشنع التهم وان أخيه سبب الكارثة والشقاء لأنه من منطقة ما في حين جميع اليمنيين متساوون في معاناة الفقر والجهل والتهميش.
فلست أدري هل لأننا جبناء ولا نجرؤ على قول الحقيقة ومواجهتها بشجاعة وصار اتهام الجغرافيا ووصمها باللعنة أسهل من كشف الهضاب التي تتوغل في كل مدينة وقرية ومؤسسة وحزب لأننا أغبياء استطاعوا خدعنا وجرنا بخرافاتهم ومخلفات أفكارهم وشعاراتهم الزائفة حتى جعلوا اليمني يبغض ويقتل ويشنع أخاه اليمني دونما سبب سوى أنه يسكن جغرافيا معينة واستحق أن يكون ملعوناً في نظر أبناء الجغرافيات الأخرى.
ولو فتشنا جمعاً عن الهضبة والمركز المأفون لوجدنا أن السلالة الهاشمية شكلت العديد من الهضاب والمراكز المأفونة في كل مناطق اليمن حتى أعطبت الجسد اليمني وأقعدته عن النهوض بذاته وهويته وتاريخه وحضارته.
ولو تفحصنا اليمن من شمال الشمال أو ما بات يعرف بالهضبة إلى أقصى الجنوب الممتد إلى الساحل لوجدنا أن اليمنيين ضحايا يلتحفهم الفقر والجهل والجوع والتخلف وأن السلالة الهاشمية انتثرت هضاب في كل اليمن وأن شمال الشمال (الهضبة) هم الضحايا الأكثر لتمركز الهاشمية فيها بنسبة تفوق غيرها من المناطق اليمنية.
ولو قرأنا التاريخ بصورة دقيقة منذ أحتل يحيى ابن الحسين الرسي اليمن سنة 284هـ لوجدنا اليمنيين الذي كانوا يسكنون الهضبة تعرضوا للقتل والإفناء والتطهير العرقي أكثر من غيرهم من المناطق اليمنية وما حادثة المطرفية إلا واحدة من أكبر الإبادات الجماعية التي تعرض لها اليمنيين الذين كانوا يسكنون الهضبة على يد الهاشمي المجرم عبدالله ابن الحمزة الذي لقب نفسه بـ(المنصور بالله) هو سلالته الهاشمية المحتلة لليمن.
ولو حلق اليمني بنفسه عالياً لاكتشاف الهضاب ابتداء من صعدة لوجد أن آل الحوثي الهاشمي أكبر هضبة أرادت ابتلاع اليمن والى جانبها هضبة آل المؤيد وآل شمس الدين وشرف الدين والمتوكل والعياني والمنصور.
أما إذا انتقل إلى عمران سيجد أن آل الخيواني والمأخذي والمتوكل وزبارة والمؤيد والمهدي والشرفي هم الهضبة التي تمركزت فيها وتسلطت على اليمنيين وفاقمت معاناتهم وجعلت من مواقعها مراكز لإدارة الأزمات وتطويع الوجاهات وصناعة النافذين وتطويعهم لخدمتها.
ولو انتقلنا إلى حجة لوجدنا أن الهضبة فيها هم آل الكحلاني وشرف الدين والمؤيد والمداني .... إلخ.
ولو ننتقل للمحويت سنجد أن آل حميد الدين والولي والموشكي وآل إبراهيم وأبو بارعة وشرف الدين والشرفي هم الهضبة المتسلطة والمتوحشة فيها.
أما إذا انتقلنا إلى صنعاء سنجدها أن فيها أكبر الهضاب الهاشمية كأكبر تجمع هاشمي في اليمن من أطواق صنعاء إلى صنعاء القديمة إلى المؤسسات الحكومية التي استوطنوها منذ زمن بعيد وفيها المعبد المأفون الذي من خلاله يحيكون مؤامراتهم ويديرون خططهم لاستئصال اليمنيين وإخضاعهم لعبودية الاحتلال والخرافة والهاشمية.
ولو أننا ذهبنا إلى ذمار ستجد أن آل الوريث والديلمي وعقبات والمحاقري.. الخ هم الهضبة التي تتمركز على المدينة فيما الوشل وموشك وعمد وذي سحر هضاب متمركزة بعنس، في حين تجد أن آل المروني والجرموزي واللاحجي والمتوكل والغرباني والبنوس واللاحجي والنهاري والمرتضى والقاسمي والقهدة المحتسب ...الخ الهضبة المتمركزة في آنس وأن آل الكبسي والديلمي ومطهر... إلخ الهضبة التي تسطوا الحداء وأن آل الجرموزي الهضبة التي قتلت عتمة.
أما إذا انتقلنا إلى مأرب والجوف سنجد إن الأشراف هم الهضاب التي التهمتها وقتلتها منذ زمن بعيد يعود الى ما قبل القرن الرابع الهجري.
في حين نجد أن آل النوعة والنهاري والعماد والشامي والغرباني والمتوكل والعزب هم الهضبة التي التهمت إب كما إن آل الجنيد والرميمة وأل صلاح والسقاف والقاضي والطيب والشرفي وشرف الدين...إلخ هم الهضبة التي جثمت على تعز وكذلك البيضاء.
أما إذا ذهبت إلى تهامة وريمة فستجد أن آل الأهدل والهيج والبحر والقليصي والمروعي والحسني والحيدري ....إلخ هم الهضاب التي التهمت اليمنيين في تلك المناطق.
أما إذا نظرنا إلى المناطق الجنوبية من عدن إلى حضرموت سنجد أن آل الجفري والعطاس والسقاف والحامد والحسني والكاف والعيدروس وحسينون والبيض وأمان والجنيدي أكبر الهضاب فيها.
وبما إن السلالة الهاشمية الهضبة المتسلطة الأكبر في الشمال وفي الجنوب ستجد أنها الهضاب المتسلطة على الأحزاب السياسية ابتداء من الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام وانتهاء بالتجمع اليمني للإصلاح والذي جعلوا من تلك الأحزاب عبارة عن حظائر وهمية للسيطرة على قطعان البشر من اليمنيين وإدارتهم بناء على توجهاتهم السياسية وميولهم الفكري كما جعلوا منها مراكز لإدارة الأزمات بين اليمنيين كلا بحسب ميوله.
صحيح إن الهضبة شمال الشمال فيها أكبر تجمع تاريخي للهاشميين والتي تعرضت لتغيير وطمس هويتها ومعالمها ومسمياتها الحضارية والتاريخية وتجريف لكينونتها لأكثر من 12 قرناً، لكن لا ذنب للجغرافيا أو اليمنيين في اللعنة الهاشمية فاليمني والجغرافيا هم ضحايا اللعنة الهاشمية التي احتلته وجهلته وجعلت منه عبداً ومن الهاشمي المحتل وسلالته سادة بعد أن عرضته للقمع والإبادة.
فالهاشمية هي هضبة التسلط ومصدر الاقتتال والصراع بين اليمنيين فتركت لليمنيين الصراع والاقتتال على شعاراتها الفارغة فيما هي تستحوذ على الثروة والسلطة.
ولو فتشنا عن من كان يدير الدولة ومن يسيطر على مواردها وعمن يستحوذ على الوظيفة العامة وعن من أنقض على الدولة وانقلب على مؤسساتها لوجدنا إنهم الهاشميين وإن اليمنيين ليسوا سوى رعاع وعساكر تمترسوا خلف الشعارات الهوجاء التي نثرها الهاشميين فتعصب لها اليمني بكل غباء.