حمل الرئيس السابق صالح بشدة على حليفه الحوثي معتبرا الممارسات التي تقوم بها جماعته أعمال تبحث عن المكاسب والاستحواذ على مؤسسات الدولة دون اهتمامهم بمواجهة ما اسماه العدوان، فالمكاسب والمناصب هي وحدها الحاضرة في أذهانهم وكأنه بذلك يقول أن ادعائهم بمواجهة التحالف لا يزيد عن مجرد اقوال بعد أن رفضت المملكة العربية السعودية التقارب معهم رغم التنازلات المقدمة منهم في ظهران الجنوب .
ليعيد تأكيد ذلك في خطابه المرسل للحوثي معتبرا اجتماعهم بالسعودية دون إبلاغه بهذا الاجتماع الذي سعى إليه الحوثيون هو بمثابة التودد للسعودية على حساب تحالفهم معه و كأنه بهذا التكرار يريد أن يصفهم بالخونة والفاقدين للمصداقية ومع ذلك تجاوز عن خيانتهم له .
ليضيف مخاطبا قيادات جناحه في المؤتمر عليكم بالصبر ولا تتوترون فما زالت الحرب طويلة ولا تنجروا إلى المهاترات.
وهي المهاترات التي شهدتها الوزرات والمؤسسات في صنعاء بين انصاره ومسلحي الحوثي واخرها ما حدث قبل يومين في وزارة التخطيط، محذرا من استخدام المسلحين داعيا أنصاره إلى ألتنازل عن الوزارات وهو بهذا الطلب يريد أن يبعث رسالة للشارع انه لا يبحث عن مكاسب ومناصب مثل حليفه الحوثي، معتبرا هذا الأسلوب الخطير الذي تقوم به جماعة الحوثي سيكون له انعكاس وخيم على الجميع، وان لي الذراع لن يفيد معه .
ليشير في خطابه أنه على علم بما تسعى إليه جماعة الحوثي من إيجاد وسيلة تقربهم مع التحالف السعودي وهو التقارب الذي سعت إليه بعض القوى الدولية معه حد زعمه، الذي قال انه قابله بعدد من الشروط، أهمها مشاركة أنصار الله والقوى الأخرى، في إشارة مبطنة لما يقوم به الحوثيون حاليا من مفاوضات منفردة، في حين انه رفض ان يخوض مفاوضات منفردة، كما ذكر صالح شروط أخرى منها إلغاء القرار 2216 في رده على عروض قال انها امريكية وبريطانية .
ليذهب صالح إلى ما هو ابعد من ذلك رغم نفيه أي علاقة لليمن بالنظام الإيراني معتبرا الميثاق الوطني وثيقة نابعة من الهوية الوطنية لليمن تحتوي بين سطورها زبدة الأفكار وهي رسالة موجهة للحوثي ومناصريه ممن قال إنهم يحملون فكر دخيل على اليمن واليمنيين والذي يمكن مجابهة فكر الجماعة بالميثاق الوطني المظلة الكبرى التي خرجت منه كل الأحزاب ونابع من ثقافة اليمنيين .
ويلاحظ المتابع لخطاب صالح أنه خطاب يحمل تهديد ووعيد للحوثيين رغم سعيه لاستخدام اللين والشدة وهو اللين الذي عبر عنه بتمسكه بتحالفه معهم والشدة في توجيه تهديدا مبطن في قوله ليس أنا من يستخدم معي لي الذراع وأنه على علم بكل تحركاتهم وان الانجرار لمثل هذه الأعمال سيكون عواقبه خطيرة.
هكذا أراد صالح أن تصل رسالته رغم إظهاره نوع من التنازل عندما قال نحن لا نريد المناصب ولا نهتم بها ولن نقاتل من أجلها كما يراهن الخصوم ويريدون أن ننجر إليها.