القصة التي يتداولها الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن فتاة تنتمي إلى جماعة الحوثي المسلحة، وهي تبتزّ سائق تاكسي في صنعاء وتشكك في وطنيته وتحرّض عليه، هي واحدة من آلاف القصص التي يتعرص لها اليمنيون منذ بسطت الجماعة العمياء سيطرتها على العاصمة صنعاء أواخر العام 2014.
ليس جديداً أن يمارس الحوثيون هذا السلوك الشاذ والدخيل على البلاد، فقد رأينا نساء وفتيات يحملن السلاح ويصنعن الكعك للمقاتلين الذين يغزون المدن تحت دعاوى باطلة.
وسائل إعلام الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح مليئة بالمواقف المشابهة وتعرض مقاطع لنساء يحرضن على القتل ويدفعنْ بفلذات أكبادهن إلى المحرقة ارضاءً لزعماء الحرب الداخلية، صالح والحوثي!
رأينا متطرفات حوثيات يعتدين على أمهات وزوجات المختطفين، فقط لأن الأخيرات قررن أن يرفعن أصواتهن ضد عنجهيات الجماعة القادمة من أدغال التاريخ وصدوع الكهوف.
غير أن المهم في القصة هو أن هناك تطرفاً تجاه اُسر وألقاب ومناطق بعينها، ووعيد بالانتقام والثأر، وهذا ينبئ بمستقبل أسود ينتظر اليمنيين في قادم الأيام.
الشرخ المجتمعي واحد من اسوأ ما تنتجه الحروب الأهلية، وعلى العقلاء ألا ينجروا إلى هذا المربع.. فعدونا معروف وقاتلنا يتفاخر يومياً بجرائمه ويرسل جحافله إلى المدن والقرى، لاشباع رغبته في الانتقام استناداً إلى فكر قذر يعشعش في راسه.
الحفاظ على بقاء النسيج الاجتماعي متماسكاً مهمة الجميع، وحينما يسترد اليمنيون دولتهم ستكون هي الوحيدة المخولة باتخاذ أي اجراءات تجاه مثل هؤلاء الذين جرعوا الناس أشد الويلات.
للذين صحوا متأخرين، هذا شيء جيد، لكننا نذكركم أن الحوثي يمارس أبشع الجرائم بحق المدنيين منذ أكثر من عامين، الفارق أن قصة صاحب التاكسي ظهرت للعلن، فيما آلاف من قصص الاستعباد والامتهان والابتزاز والتعذيب ما تزال طي الكتمان.