قال جميل صدقي الزهاوي:
تمسك بحبل الصبر في كل كربة فلا عسر إلا سوف يعقبه يسر
قال الإمام علي- كرم الله وجهه- (حلاوة النصر تمحو مرارة الصبر) وبعد مرور عامين ونيف على انطلاق عاصفة الحزم تلوح بالأفق بوادر مشجعة على قرب تحقيق النصر المبين واندحار وهزيمة الوكيل الحصري لنظام الولي الفقيه الحوثي وحليفه ميليشيات علي عبدالله صالح فقد باتت الشرعية اليمنية تسيطر على أكثر من 85 % من الأراضي اليمنية وتحقق انتصارات باهرة ولعل آخرها تحرير الساحل الغربي ومدينة وميناء مخا وقريبا جدا ميناء ومدينة الحديدة الذي يطل على البحر الأحمر وعن طريقه تهرب إيران الأسلحة الحوثيين ولذلك لابد من السيطرة عليه.
تدور حاليا معارك طاحنة حول معسكر خالد بن الوليد الذي منه تنطلق صواريخ وهجمات الحوثيين على الجيش اليمني وأيضا مدينة تعز المحاصرة حيث يتعرض الشعب اليمني للإبادة والتجويع والتشريد وطمس الهوية وتحويل اليمن إلى محافظة إيرانية !!.
إن ما يدعو ويبعث على الاطمئنان بقرب انتهاء الحرب الشرسة هي زيارة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس للمملكة العربية السعودية في مستهل زيارته للمنطقة تقوده إلى مصر وقطر وإسرائيل وجيبوتي وكان له تصريح عند وصوله السعودية هو أنه لم يعد مقبولا ضرب الحوثيين الأراضي السعودية بالصواريخ الإيرانية ويجب منع ذلك وهو مؤشر على الدعم اللوجستي الذي ستقدمه الولايات المتحدة الأميركية للسعودية في حربها ضد الحوثيين مثل التزويد بالمعلومات الاستخبارية والتسهيلات الأخرى للإسراع في حسم حرب اليمن لصالح الشرعية وقوات التحالف في أسرع وقت.
لاشك أن زيارة المملكة العربية السعودية قبل غيرها تأكيد على التحول في الموقف الأميركي من حرب اليمن وأيضا تطابق وجهات النظر في القضايا الإقليمية الأخرى وخاصة القضية السورية والتصدي للخطر الإيراني ومنع تمدده في دول الخليج الأخرى.
إن التأخر في تحرير العاصمة صنعاء يعود كما ذكر الفريق العسيري مستشار ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى الحرص على أرواح أهالي صنعاء الأبرياء الذين يتخذ منهم الحوثيون دروعا بشرية وتعتبر صنعاء ساقطة عسكريا لأنها محاصرة من جميع الجهات وهناك محاولات باستمالة شيوخ القبائل في صنعاء لتسليم العاصمة سلميا بدون إراقة الدماء.
لا يختلف اثنان على أن حرب عاصفة الصحراء التي تحولت إلى إعادة الأمل قد قطعت يد الراعي الرسمي للإرهاب نظام الولي الفقيه ومنعته من السيطرة على اليمن وتحويل الحوثيين إلى نسخة أخرى من حزب الله تهدد أمن دول الخليج وتزعزع استقرارها.
ختاما نعزي القيادة السياسية السعودية والشعب السعودي على شهداء الواجب الذين تحطمت الطائرة التي كانت تنقلهم وعددهم 12 من الجيش السعودي وهم يخوضون حرب العزة والدفاع عن الأمة العربية والإسلامية من الخطر الإيراني ورحم الله كل من سقط شهيدا في حرب اليمن التي نأمل أن تنتهي قريبا بنصر مبين للشرعية اليمنية وقوات التحالف العربي وهزيمة الانقلابيين ومن يدعمهم من حزب الله والراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني الذي قربت نهايته ودنا زواله.