من قامروا وغامروا على مدى عقودٍ من الزمن، وساقوا (حضرموت) جنوباً وشمالاً دون إرادتها، اليوم بعد أن استنفذوا كلّ ما لديهم في مربعهم الجنوبي الذي لطالما لعبوا فيه وزايدوا به.
الذين لطالما هاجموا كلّ من يرفع اسم (حضرموت) أو يطالب بحقوقها وامتلاكها لقرارها منذ سنين، باعتبارها على حسب اعتقادهم تابعةً لمركزهم (المقدّس) وجزءاً اصيلاً منه.. هم من يدّعون اليوم أنهم (لوحدهم) من يحقّ له تمثيل حضرموت والحضارم!!! وأنهم (لوحدهم) من سيقرر مصيرها.. وما أشبه الليلة ببارحة (لا صوت يعلو(.!
لقد بذلوا أنفسُهم الجهدَ والوقتَ في مربع الجنوب لسنواتٍ وسنوات، نظّروا وأرعدوا وأزبدوا وباعوا الوهمَ وشحنوا المجتمعَ بكراهيةٍ سوداء، وساقوا خلفهم المليونيّة خلف المليونيّة، وزايدوا على دماء الشهداء الغالية وتضحيات الأبطال في ساحات الجنوب.. ليتقاسمَ بعدها قادتهم المناصب والكراسي بل ويُقسموا اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهوريّة (اليمنيّة)!! أن يحافظوا على (وحدة اليمن) وسلامة أراضيه.
هم أنفسهم من أخّروا كثيراً من محطات الانعتاق الحضرمي والانطلاق نحو الأفضل، فقط لأنهم ارتضوا أن يكونوا أتباعاً لا قادة.. وعبيداً لا سادة، أسألهم أين تنظيراتكم الجنوبية؟ وأين مؤتمراتكم الجنوبية الجامعة؟ ولجانكم التحضيرية؟ ومجالسكم الموحّدة؟ وقيادتكم الواحدة؟ أين قياداتكم التاريخية والجغرافية والكيميائية؟ أين هي الدول التي تقف مع مشروعكم وتعلن أنها معكم؟! بعد كل هذا الوهم الذي بعتموه للشعب الجنوبي الكريم، فالجميع إقليميّاً ودوليّاً يتحدّث اليوم عن يمنٍ واحدٍ موحّد، فأين ما حققتموه للجنوب؟!
لذا دعوكم من حضرموت، دعوها وشأنها، لا تُدخلوا حضرموت اليوم في نفس المعمعة والتيه والضياع؟؟.. لا تشقّوا صفّ أبناءها وتزيدوا الشرخ في نسيجها، فكما عهدناكم أنتم سادة الانقسامات وأساتذة التفريخات ومئات المجالس والمكوّنات.. لا تؤزّموا علاقة حضرموت مع محيطها الداخلي والخارجي.. لا تُسيئوا لتاريخها وإرثها وما عُرفَ به أبناؤها من عقلانيّةٍ وبصيرة.. لا تسلخوها عن واقعها وتحلّقوا به في عوالم الوهم والعنتريّات التي ظلت حبيسة اذهانكم وصفحاتكم على الفيس ..
كم دعونا مع نخبةٍ من خيرةِ رجالات حضرموت (للمؤتمر الحضرمي الجامع).. وتغاضينا وتنازلنا بل وقدمنا ما استطعنا في سبيل ذلك.. وأعلنتها عن نفسي يوم أعلن حلف قبائل حضرموت حينها عن نيّته عقد المؤتمر اننا نوقف كل ما نقوم به ونعتبر أنفسنا جنوداً لدى قيادة الحلف لإنجاز وإنجاح المؤتمر الجامع .. لكن يبدو أن من حرف (الهبّة الحضرميّة) عن مسارها يريد اليوم أن يحرف (المؤتمر الحضرمي الجامع) عن مساره .. لتخرجَ منه حضرموت أكثر تشظّياً وانقساماً.
فهل تعي النخبة الحضرميّة ذلك؟! هل نُدرك انفنا نمتلك من الإرث والإمكانات ما يمكّننا من امتلاك قرارنا حقيقةً لا وهماً.. وأن نقود ولا ننقاد.. هل ندرك أننا جزء من واقعٍ ومنظومة متكاملة محليّة وإقليميّة ودوليّة لا تنطلي عليها عنتريّات الوهم ومصارعة الطواحين؟!
لذا لكل الخيّرين والمخلصين الذين اعرفهم جيّداً واعرف مدى حبّهم لحضرموت الأرض والإنسان، احرصوا على نجاح (مؤتمر حضرموت الجامع)، واجعلوا (الجامعَ) جامعاً طالما في الوقتِ بقيّة !!