يدخل اليمن الشقيق السنة الثالثة حرب لاستعادة الشرعية اليمنية المختطفة إلى أصحابها، وعودة القيادات اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور إلى العاصمة صنعاء لتتمكن هذه القيادة من جمع الصفوف من أجل إعادة اليمن إلى ما كان عليه قبل اختطافه من قبل الحوثيين وعلي عبدالله صالح وتحقيق الانسجام الاجتماعي بين أهل اليمن.
(2)
تبذل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية جهودا جبارة لاستعادة اليمن الشقيق من البغاة الذين سطوا على اليمن وأهله واختطفوه من بين أيدي السلطة الشرعية التي توافق عليها ممثلو الشعب اليمني الشقيق. ولا يسعنا المقام إلا أن نحيي تلك القوات التي تعمل من أجل تحرير اليمن من خاطفيه. ونحيي القيادة السياسية السعودية على تحملها عناء تلك المهمة داخليا وخارجيا على كل الصعد، ولا شك أن أحرار اليمن الذين يعملون من أجل عودة الحق إلى نصابه سيحتفظون للمملكة العربية السعودية بالجميل وبالعرفان على التضحيات التي قدموها من أجل يمن حر عزيز، والشعب اليمني لا ينسى من يعينه في محنته، فيقدمون له كامل الشكر والتقدير، كما أنهم لا ينسون من يعمل على خلخلة وحدة الشعب اليمني والتعالي على الشخصية اليمنية والنظر إليهم نظرة لا تليق بهم فهم أصل العرب وإليهم ينسبون.
(3)
في الأسبوع الماضي استضاف سمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي ولي العهد وزير الدفاع مشايخ القبائل اليمنية واجتمع بهم في الرياض وأعتقد إنه شرح لهؤلاء الشيوخ ما تقوم به المملكة العربية السعودية وقوات التحالف من جهود من جل عودة اليمن إلى حياته الطبيعية بسلطته الشرعية في أسرع وقت، كما أشار إليهم بالدور المطلوب منهم في هذه المرحلة. يعلق بعض أصحاب النوايا غير الحسنة بأن الداعين تجاهلوا القيادة السياسية الشرعية المقيمة في الرياض بعدم دعوتهم إلى ذلك اللقاء، إلا أن أصحاب النوايا الحسنة يؤكدون بأن السلطة الشرعية المقيمة في الرياض كانت حاضرة بروحها وثقلها ولم تكن بعيدة عن ذلك اللقاء الهام.
في يوم الجمعة الماضي، اختتمت ندوة باريس أعمالها التي عقدت لمناقشة تطورات الوضع الراهن في اليمن ومستقبل السلام. وشارك في أعمال هذه الندوة شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية من سعوديين ويمنيين وفرنسيين وغيرهم، وكان من أبرز الشخصيات العسكرية السعودية المشاركة اللواء أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي والناطق الرسمي باسم عمليات التحالف العربي والذي تحدث بالتفصيل عن سير العمليات العسكرية وأسباب التباطؤ في الإنجاز. كما أشار العسيري في بيانه أن ميناء الحديدة يستخدمه الحوثيون وأتباع علي عبدالله صالح لتهريب السلاح والمال والأفراد وغير ذلك إلى داخل البلاد، وأن الوجود الحوثي وصالح أصبح كما قال المصدر يشكلون تهديدا للملاحة البحرية الدولية في المنطقة وعلى ذلك لابد أن تتركز الجهود اليوم على تحرير ميناء الحديدة من قبضة الانقلابيين وتسليمه لجيش الشرعية اليمنية.
(4)
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم على أصحاب القلم والفكر في خليجنا العربي ما هو الدور الذي عليهم أن يؤدوه جنبا إلى جنب مع القوة العسكرية الخليجية.
الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي إلى جانب مهامه العسكرية والاقتصادية دعا جميع شيوخ القبائل اليمنية وأسرّ لهم ما تفعله القيادة السعودية خاصة وقوات التحالف عامة تجاه معاونة السلطة الشرعية اليمنية على كل الصعد لاستعادة مكانتها الدستورية، كما شرح لهم الدور الذي عليهم أن يؤدوه تجاه بلادهم وسلطتهم الشرعية وحض شيوخ القبائل على وحدة الصف والكلمة والهدف، وفي منتدى باريس حدث الشيء ذاته.
للإجابة على السؤال المطروح أعلاه، الرأي عندي أن يتنادى نخبة من الذين يحملون هم اليمن واستقراره من أهل القلم والفكر في الخليج العربي إلى اجتماع يعقد في إحدى العواصم الخليجية لمناقشة الوضع اليمني من كل جوانبه وتقديم مقترحات عملية إلى قيادة التحالف العربي كمساهمة فكرية عملية تعين صناع القرار في قوات التحالف لإنجاز المهمة الوطنية في اليمن. يجب عليهم أن يؤدوا دورهم في مساعدة قوات عاصفة الحزم بدلا من أن يتفرجوا على المشهد ويصدر البعض انتقادات لهذا الطرف أو ذلك. إنها مهمة وطنية واجبة الأداء. الظروف من حولنا كلها تسير في غير صالحنا والمتربصون بنا كثيرون من منظمات وخلايا سرعان ما تستدعى للنيل منا، وكذلك دول نحسبهم أصدقاء وحلفاء واكتشفنا أنهم أيضا من المتربصين بنا. لا يكفي أن يقوم أحدنا بكتابة مقالة صحفية هنا أو هناك، أو مقابلة تلفزيونية تتحدث عن اليمن وما أحاط به من مآسٍ.
آخر القول: أصحاب الفكر والمشتغلون بالقلم هم الذين يشكلون الرأي العام، فتعالوا إلى لقاء نتحدث فيه عن اليمن للوصول إلى إنجاح مهام التحالف العربي وتحقيق النصر على مختطفي الدولة اليمنية.
* الشرق القطرية