تبدأ الانتخابات الرئاسية الإيرانية بعد حوالي الشهر من الآن، تأتي تلك الانتخابات في وقت تنخرط فيه إيران في قضايا منطقتنا العربية بشكل سلبي منقطع النظير يضر بإيران والشعب الإيراني قبل كل شيء، فسمعة إيران إقليمياً ودولياً سيئة بكل المقاييس عطفاً على أدائها السياسي وأطماعها التوسعية وتدخلاتها في شؤون دول الإقليم دون وجه حق وبهدف التوسع وفرض الهيمنة، كل ذلك يأتي على حساب الشعب الإيراني وسبل عيشه وتنميته التي تم إهمالها، حتى أن خبيراً اقتصادياً فند الوضع قائلاً: "الاقتصاد الإيراني وصل إلى طريق الكساد المسدود عملياً، وفي حال لم تتخذ الحكومة أسلوباً مناسباً للتعامل مع الوضع القائم، فإنه يجب علينا انتظار حدوث اضطرابات في الأجواء السياسية"، وزاد "وإن لم تُبذل الجهود للوصول إلى حلول لهذه القضايا، فإن المنظومة السياسية ستنهار بالكامل"، هذا هو واقع الحال في إيران التي أهملت شعبها وسخرت مواردها على الشؤون العسكرية ودعم حلفائها بملايين الدولارات تاركة الإيرانيين يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة باسم "تصدير الثورة" ذلك المبدأ الذي جعل من إيران دولة متخلفة اقتصادياً واجتماعياً، فالثروات الهائلة لم تستغل من أجل تنمية ورفاه الشعب الإيراني، بل استغلت من أجل زعزعة أمن المنطقة والتدخل في شؤونها دون وجه حق.
وإذا عدنا إلى الانتخابات التي ترشح لها أكثر من ألف مرشح من مختلف التيارات السياسية والفكرية سنجد تبايناً في البرامج وإن كان الهدف واحداً هو إرضاء المرشد الذي يتحكم في مفاصل الدولة الإيرانية.
لا يهمنا من يفوز في تلك الانتخابات أياً كان، ما يهمنا أن تكف إيران عن تدخلاتها في الشأن العربي وأن تراعي حقوق الجيرة التي راعيناها كثيراً دون أن تكون هناك مؤشرات من إيران على الرغبة ذاتها، كل ماشهدناه هو محاولة هيمنة على المنطقة العربية، وإن استمرت تلك السياسة فإيران والشعب الإيراني سيخسران الكثير.