بينما الشارع اليمني يعيش أزمة اقتصادية واجتماعية ويفتقر إلى أبسط المقومات من ماء وكهرباء يحشد المتحاربون مناصريهم لمزيد من الدمار والخراب، متجاهلين أن من تدمّر هي الأرض اليمنية ومن يقتل ويقتل هو الإنسان اليمني ومع ذلك لم نجد من هؤلاء المدعين أنهم يقاتلون من أجل اليمن بينما الواقع، اليمن لا تزيد عن مجرد ظاهرة صوتية يتشدقون بها هؤلاء على وسائل الإعلام بينما لن تجد ضمائرهم تئن وهي تجد الدم اليمني ينزف دون أي هدف حقيقي لهؤلاء المتقاتلين على جثث شعب لم يعهد منهم غير الفقر والدمار والحياة المقفرة في ظلام دامس.
كل تلك المعاناة لم تجد لها وجوداً لدى دعاة الموت.
فالحوثي المتشدق بحكومة الأمر الواقع لم يستطع أن يقدّم نفسه وجماعة بصفتهم رجال دولة تتحمل نتيجة ما أوصلت إليه البلاد من حروب، فمن يريد أن يدير دولة ويدافع عن مشروعه الانقلابي فلا بد أن يتحمل التزامات ما قدم عليه من تبعات اقتصادية وعسكرية ضمن تكاتف يمنح الإنسان حقوقه من راتب وماء وكهرباء وليس ابتزازه وتهديده لمجرد المطالبة بقوت أبنائه. وتكبيله بخلق معوقات وعقبات تحت مسميات يبحث دعاة الأمر الواقع عن تبرير فشلهم المتمثل في خلق سجن كبير لشعب لم يعد يمتلك مستقبلاً يبني عليه طموحه ويعمل من أجله بعد أن فقد راتبه ويهدد لمجرد النقد فالنقد في ثقافة حكومة الأمر الواقع يعني الاتهام بالخيانة ويصنف تحت اسم الطابور الخامس .
ولم يكتفوا بهذه المسميات المعيبة بحق شعب توحده هوية الأرض اليمنية لتزيد من تعاسته وحصاره بقانون يمنعه من الخروج لساعات طويلة.
كان الأحرى بالحوثي أن يعمل على إيجاد وسائل تخفف من أزمة شعب ماتت روحه وهو يعيش حياة الأشباح، فمن يعمل على خلق قوانين يعمل على توفير لوازمها ليتقبل من تفرض عليه هذه القوانين بالرضا طالما لديهم أبسط حقوقهم المعيشية ومن يقول إنه يدافع عن الدولة اليمنية في وجه الانقلاب، فلابد أن يتحمل مسؤولية شعب يئن في ظل غياب الدولة في مناطق سيطرة الانقلابيين. بدل من المساهمة في تزايد المعاناة لسكان لم يكن لهم ذنب في إسقاط صنعاء أو غيرها من المدن.
كل تلك الأحداث تعطي المواطن اليمني رسائل سلبية حول متشدقين يتبنون شعارات وهمية لم تعد علينا بأي منافع فلا حكومة الأمر الواقع أحدث واقعاً ومسئولية ولا شرعية التزمت برعاية شعب تدعي أنها من تمثله وتقود الحروب لإعادة دولته.
لا أدري بأي عقلية يفكر المتحاربون هل هي عقلية تجار الحروب أم عقلية كهنة الأديان أم بعقلية التآمر على شعب كل ذنبه أنهم امتطوه تحت اسم الوطنية وهي وطنية غير موجودة في أذهانهم..
على حكومة الشرعية أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية وتتحمل أعباء شعب بكل مكوناته طالما وهي تمثله بدل من المناكفات وتحميل الانقلاب نتيجة جرمه، فالانقلابي لا يهمه المجتمع بل يهمه الاستحواذ على الدولة بينما الشرعية هي وحدها من تتحمل أعباء شعب لكونها الدولة.