* سعدت بمتابعة لقاء ولي ولي العهد مع رؤساء القبائل اليمنية.
نعم، اليمن أصل كل العرب، ولن نتركه يغرق في مستنقع الطموح الفارسي والتناحر المذهبي. ليس لأي بلد عربي مكسب من التناحر طائفيًّا. وإيران جار مريض بداء العظمة والتمدد, وسيربح آخرون أولهم إسرائيل, ثم أي قوة تطمح للصيد في الماء العكر. وإسرائيل تتذرع بالأمن لتمد مخالبها لأرض تتوسع فيها وتستوطن، وتهدد لحماية أمنها بالتدخل في سوريا التي لم يبق فيها نفس للدفاع عن بقية كيانها.
* انتهى الربع الأول من 2017.. وكل عام يأتي نتمناه يحمل للعالم سلامًا.. اللهم آمين. ولكنَّ يدًا واحدة لا تصفق.
* تتصاعد الاشتباكات، وتتوالى الزيارات، وتعقد القمم والاجتماعات الثنائية, ونحن ندعو أن نقضي على الإرهاب، وأن يستتب السلام. هناك إرهاصات بانفراج بعض الأزمات، تقارب مع العراق ولبنان ومصر, وتصدع في جبهة النظام الإيراني بين الإصلاحيين والمتشددين. إيران يبدو من صخبها داخليًّا وخارجيًّا أنها مصرَّة على سياساتها العدائية وأطماعها التوسعية تحت مظلة تبريرات حقوق تاريخية في ساحل الخليج الغربي وجزره. الثورة الخمينية تحولت إلى منبع للشرور، تولد التطرف الديني والطائفي في الجوار. ومن العراق إلى لبنان إلى اليمن وإفريقيا لم تعد عدوانيتها خفية. في حين أن دول الخليج تطمح إلى جوار يسوده الاحترام المتبادل والتعايش في سلام.
* لو سمح لكل دولة بأن تحدد أرضها بنفسها كما تشاء لرجعنا إلى شريعة الغاب وقرصنة البحار.
بصدق، أتمنى أن تنتهي كل الصراعات والحروب سريعًا، وأدعو الله أن يعود السلام والوئام إلى الجوار، وأن يتوقف سيل الدمع والدم؛ إذ يغيّب الموت كل يوم شهداء من الجنود والمواطنين الذين تطولهم يد الغدر بصواريخ تعبر الحدود إلى الآمنين في ديارهم. مع العلم أنه بعد مرحلة امتدت من الانقسامات الداخلية والقصف والهدم والتدمير. الأمر لن ينتهي بمجرد الوصول إلى قرار بالتوقف عن القتال. بعد كل الدمار لا بد من تطهير النفسيات المتجرحة، ولا بد من إعادة البناء.
* مع الأسف، لم يعد الأمر خيارًا داخليًّا بحتًا أمام قيادات الدول أو الشعوب, سواء في الجوار أو الدول التي يلجأ إليها ملايين الفارين من ساحات الحروب في المدن المشتعلة، وليس بالإمكان اتخاذ قرار ببناء جدران لحماية الذات من شرور الخارج والمترصدين. أصبحت الصراعات القاتلة عابرة للحدود، وبفعل فاعل يسعى في تصدير ليس فقط الأفكار والانفعالات المسرطنة عبر الحدود إلى أوطان الغير، بل يرسل أيضًا الأسلحة التي سيقتل بها بعضهم بعضًا، ومن سيدربهم على مهارات استعمالها، ويقودهم في تدمير الأوطان.. ويمول تهريب المخدرات والمتفجرات وكل ما سيسهم في زعزعة الأمن والاستقرار.
* نعم، تكلفة الحروب عالية ماديًّا ومعنويًّا وإنسانيًّا.. رحم الله كل الشهداء من حماة الحدود والأجهزة الأمنية.
* لا أشك أن مواطني الدول المشتعلة والدول التي تطولها الشواظ لا يرغبون في استمرار مسلسل القتل، ولكن الضباع التي لا ترى هدفًا غير استمرارية التشبث بالسلطة، لا تنصت لأنين مواطنيها. والحقيقة أن السكوت على تمادي إيران في التدخل في شؤون الجوار شمالاً وشرقًا وجنوبًا، والتغلغل لإحداث القلقلة، ما كان سيتوقف عند السيطرة على أراضي جيرانها الأصغر, وإنما القصد أن تتمدد لتخضع السعودية.. ولذلك فقرار الدفاع عن أمن المنطقة وبناء قوة التحالف كان قرارًا مصيريًّا، لا بد منه سياسيًّا, وإن كانت تكلفته عالية اقتصاديًّا وإنسانيًّا.
* المغرضون والمستفيدون من تشتت العرب هم فقط من يزعجهم تحالفنا مع كل الجهات الواعية لأطماعهم, وإصرارنا على إنقاذ الجوار دفاعًا عن سلامة أبنائه واستقرار أمنه.
أدعو الله أن يقوينا لنحمي عروبة كل أراضي الجزيرة العربية من أطماع الطامعين.