قال الشاعر الفرزدق:
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
الفيلسوف أرسطو له عبارة تقول (غاية الحرب هي السلم) وهو ما تسعى له المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف في حرب اليمن التي صادف يوم 26 مارس الذكرى الثانية لانطلاق عاصفة الحزم التي يطلق عليها اليوم عاصفة إعادة الأمل فقد اندلعت الحرب بناء على طلب الرئيس اليمني/ عبد ربه منصور المساعدة من السعودية للتدخل وإنقاذ اليمن من السقوط في أحضان إيران فقد كانت المليشيات الحوثية قاب قوسين أو أدنى من مقر الرئيس الشرعي اليمني والقضاء عليه وتحويل اليمن إلى محافظة إيرانية.
إن الحرب في اليمن تعتبر صفعة قوية للنظام الإيراني، فهو لم يكن يتوقع أن تتخذ المملكة العربية السعودية قرار الحرب فقد كانت تصريحات المسؤولين الإيرانيين أن صنعاء هي العاصمة العربية الرابعة التي يسيطر عليها النظام الإيراني وبالتأكيد الحرب وما تمخض عنها من انتصارات على الأرض رغم أنها لم تحسم بعد وقد تستغرق بعض الوقت بسبب التدخل الإيراني السافر في دعم الحوثيين وتدريبهم وتهريب السلاح لهم وخاصة الصواريخ الباليستية التي يضربون بها الأراضي السعودية فنجد أن الحكومة اليمنية الشرعية تسيطر اليوم على 85% من مساحة اليمن بعد أن كانت محاصرة في محافظة عدن في الجنوب.
آخر الانتصارات التي تحققت على الأرض هي السيطرة على الساحل الغربي الذي يطل على البحر الأحمر وكذلك السيطرة على مدينة وميناء مخا ولم يبق إلا ميناء الحديدة وقد طلبت قيادة التحالف قبل أيام من الأمين العام للأمم المتحدة الإشراف على ميناء الحديدة وإدارته ولكن للأسف لم تتعاون هيئة الأمم المتحدة ورفضت الطلب ولم يبق أمام الجيش اليمني وقوات التحالف سوى السيطرة على ميناء الحديدة الذي تزود إيران من خلاله الحوثيين بالأسلحة وكذلك تهدد الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب ونعتقد أن استعادة ميناء الحديدة هي مسألة وقت فهو ساقط عسكرياً لأنه محاصر من جميع الجهات وأيضا هناك انتصارات تحققت في محافظة صعدة معقل الحوثيين وكذلك العاصمة صنعاء فالجيش اليمني استطاع الاستيلاء على الجبال المحيطة بصنعاء وهناك حرب طاحنة تدور على تخوم العاصمة وتحريرها على الأبواب.
من المفيد القول إن الدراسة السنوية التي تعدها مؤسسة (يو اس نيوز اند ورلد ريبورت) الإعلامية ونشرتها صحيفة الإندبندنت عن أفضل الدول عسكريا في العالم ورد بها أسماء ثلاث دول خليجية ضمن أقوى 23 دولة في العالم وهذه الدول شملت السعودية والإمارات وقطر وقد جاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى وبعدها روسيا ثم الصين وحلت في المرتبة الرابعة المملكة العربية السعودية وهو مايؤكد أن دول الخليج اليوم يشكلون قوة لا يستهان بها تستطيع أن تتحدى وتواجه الخطر الإيراني.
نعتقد أن الحرب في اليمن قد اقتربت من النهاية بعد مرور سنتين على اندلاعها ومن يدفع الثمن هو الشعب اليمني حيث حل الخراب والدمار بالمدن والمنشآت اليمنية وهناك حصار على مدينة تعز والوضع فيها كارثي بل إن الوضع في اليمن ينذر بوقوع كارثة اجتماعية بسبب اعتراض ميليشيا الحوثيين وعلي عبدالله صالح للمساعدات التي ترسلها دول الخليج والخطورة أن تقع مجاعة وتنتشر الأمراض والأوبئة مما يحول حياة الشعب اليمني إلى جحيم.
لاشك أن الحلم الإيراني في اليمن قد تبخر وسوف يتبخر قريبا الحلم الإيراني في سوريا والعراق فهذا النظام الذي هو الراعي الرسمي للإرهاب الدولي قد اقتربت نهايته فهو قد تحول إلى نمر من ورق يحارب بالوكالة من خلال أذنابه في العراق وسوريا واليمن ولبنان التي تستنزف ثرواته وطاقاته وهناك معارضة داخلية شرسة من الأحوازيين والأكراد والبلوش والتركمان وغيرهم من الأقليات المضطربة مما يشير إلى قرب انهيار هذا النظام الدموي والقمعي الذي يحلم بإحياء الإمبراطورية الفارسية.