لأنها المملكة العربية السعودية ولأنها دوماً تؤكد على أن أمن واستقرار اليمن جزء لا يتجزأ من أمن السعودية والخليج العربي فقد كانت السباقة في كل مرة لمساندة اليمن متى ما اقتضت الحاجة لذلك والمساعدة لم تقتصر على الدعم الأمني والعسكري بل كان الدعم الاقتصادي والتنموي والإنساني هو الأكثر حضورا حتى أضحى واقعاً يعيشه اليمنيون في كل المناطق والمحافظات ويلمسونه في الطرقات والمدارس والمستشفيات..
هذا الحضور السعودي الكبير في حياة المجتمع اليمني وهذا التقارب التاريخي والترابط الأخوي والتلاحم الشعبي بين أبناء اليمن والسعودية شكل صخرة عظيمة تحطمت عليها كل مؤامرات فارس التي ترى في اليمن جزء من موروثها التاريخي إبان إمبراطورية كسرى وحكم باذان. ومع الوهلة الأولى لاستيلاء الخمينية على إيران سارعت إلى التغلغل في الجسد اليمني مستغلة حالة التراخي الأمني والاضطراب السياسي والاقتصادي الذي ظلت اليمن حبيسته منذ الدقيقة الأولى لوصول صالح الى سدة الحكم. وباسم المشاريع الاستثمار تارة وباسم الدعم والسياحة والتعاون تارة أخرى دخلت فلول طهران اليمن وبدأت في رسم خارطة المشهد الذي تطمح إليه حتى وجدت ضالتها في كهوف مران ومنه انتشر سرطانها حتى ابتلع العاصمة واسقط الدولة وبينما كانت طهران تقرع الطبول احتفالاً بصنعاء الرابعة كانت السعودية قد اتخذت قراراها بدعم اليمن والانتصار لشعبه فكانت عاصفة الحزم وكانت فرحة اليمنيين بالخلاص من مستقبل أسود تنهمر فيه البراميل المتفجرة فوق رؤوسهم وتعتلي فيه الصرخة الإيرانية في مساجدهم وتدخل فيه الشركيات عقول أطفالهم....
عاصفة الحزم ليست عاصفة عسكرية فقط فعلى الصعيد السياسي تمكنت السعودية بحضورها الدولي العظيم من انتزاع القرار الأممي 2216 الذي أعلن الانتصار للشرعية اليمنية وجرم الانقلاب وطالب الانقلابيين بالانسحاب من المدن والمحافظات ومؤسسات الدولة وتسليم السلاح كما سارعت السعودية لفتح أبوابها لاستضافة كل رموز الشرعية وتكفلت برواتب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وزودتهم بكل حاجيات العمل العسكري ومازالت...
وعلى الصعيد الإعلامي فبعد أيام قليلة من انطلاق العاصفة فتحت السعودية أبوابها للإعلاميين اليمنيين وأعادت بث القنوات الرسمية والأهلية أيضاً واستضافت قنوات الشرعية وتكفلت بكل احتياجاتها ومازالت..
أما في الجانب التنموي والاغاثي فقد تدفقت المساعدات السعودية بشكل غير مسبوق عبر مختلف المنظمات العالمية والأمم المتحدة ناهيك عن الدور الكبير الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة ولم تقتصر المساعدات على المناطق المحررة فقط بل وصلت حتى عمق صعدة وإلى أولئك الأطفال في القرى المهجورة حيث يختبئ قادة التمرد في كهوفها لتكشف بذلك زيف الادعاءات الحوثية وحجم الود والترابط والتكاتف الذي يربط بين الشعبين اليمني والسعودي..
وفوق كل ما سبق كان قرار الملك سلمان التاريخي بمنح نصف مليون يمني إقامات عمل في المملكة وهو العدد الذي لم يتمكن صالح من توظيفه منذ تولى السلطة قبل اكثر من ثلاثين عام ناهيك عن التسهيلات التي منحت لليمنيين في السعودية...
هذه العواصف السعودية الحانية تجاه اليمن وشعبه كسرت ودمرت المشروع الإيراني وفتحت أعين اليمنيين على حجم الكذب والزيف والتدليس الذي تمارسه قوى الانقلاب ضد المملكة وبينت لكل ذي عقل أن اليمن والمملكة روحان في جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..