البعض ما يزال ينتقد الإصلاح لأنه حاول أن يحاور الحوثيين في 2014 لمنع الحرب، فيما الجميع -ممثلون بالشرعية- يحاورون الحوثيين منذ 2015 لوقف الحرب!!
تارة يقول هؤلاء إن تحرير تعز تأخر بسبب تصدّر الإصلاح، وتارة يقولون إنه تأخر بسبب تراخي الإصلاح!!
يفسر بعض هؤلاء وجود الحوثي في صنعاء فيتناسون كل تلك الحرب من صعدة إلى عدن كوسيلة للانقلاب المسلح على السلطة والجمهورية، ويقولون إن سبب وجود الحوثي في صنعاء هو أن الإصلاح أدخله إليها في ثورة فبراير، والعجيب أنهم هم أنفسهم يقولون أيضا إن سبب وجود الحوثي في صنعاء هو رفض الإصلاح لشراكته!!
كانوا يصفون الحرب من صعدة إلى صنعاء بأنها حرب بين الحوثي والإصلاح، ثم عادوا هم أنفسهم يقولون إن الإصلاحيين تحاشوا تلك المعارك!!
تارة يقولون إن الإصلاح غير مقبول لدى الإقليم، وتارة يقولون إن الإصلاح هو وكيل الإقليم كونه الطرف المقبول!!
من يقولون هذا هم أنفسهم من يقول نقيضه في ذات الوقت.. يتماهون في خطابهم مع صالح والحوثي في مفارقات وتناقضات عجيبة، ولو وجدوا ما يدينون به الإصلاح لتنفسوا به الصعداء، وأغناهم عن تكرار هذه التناقضات التي يكذب بعضها بعضا، وكفاهم الإشاعات الجوفاء والفارغة إلا مما تظهره مما يروم أصحابها من الكيد السياسي والتضليل للرأي العام اليمني والخليجي لصرفه عن الاستمرار في مواجهة الخطر الذي انتبه له فرآه ماثلا أمامه ويده مخضبة بدمائه.
الإصلاح حزب سياسي من مكونات الشرعية، مؤيد للمقاومة والجيش الوطني لاستعادة الدولة بقيادة رئيس الجمهورية، خياره لنفسه ولكل الشعب اليمني هو التلاحم مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والأشقاء في الخليج ودول التحالف في مواجهة الأطماع الإيرانية بالمنطقة العربية ووسائلها غير المشروعة، وما وراءها من مشاريع التمزيق والتقسيم للأمة.. غايته استعادة الدولة اليمنية والإسهام مع الجميع في بناء دولة يتحقق في ظلها العدل والمساواة، ويشيع بها الأمن والاستقرار للداخل والجوار، وتتأتى فيها ولها أفضل الظروف لتنمية المصالح المشتركة مع العالم.. يبذل كل ما بوسعه من أجل هذه الأهداف والغايات، مسترخصا الغالي والنفيس ومقدما التضحيات الجسام متماهيا مع الشعب اليمني ومصلحته وهو يكْبِر الشركاء، ويقدر تضحيات الجميع.
ليس هناك معصوم من الخطأ، ولا من هو فوق النقد، ومن يضيق بمن ينتقده كمن لا يقبل أن يعيش إلا مع من يوافقه.. إنما يلتقي الناس على القواسم المشتركة، ولا قاسم مشتركا اليوم كهدف استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب والحروب التي أشعلها، وإزاحة هذا الهم الجاثم على الوطن وتأمينه من الخطر الذي ما يزال يهدده والمنطقة برمتها، ولا طريق إلى هذا الهدف قبل الحديث عن الحلول السياسية والعسكرية إلا توجه الجميع نحوه مترفعين عن أشكال المكايدة والتهاتر فيما لا طائل وراءه ولا معنى له سوى استنزاف الوقت والطاقات والجهود وصرفها إلى قاع صفصف لا ينبت!!