يكفي برنامج (قسم التاريخ والعلوم السياسية) في كلية الآداب بجامعة تعز فخراً أنه: " إضافة نوعية لجامعة تعز بشكل عام، وكلية الآداب على وجه الخصوص كون البرنامج يُعد البرنامج الأول الذي يجمع بين التاريخ والعلوم السياسية في الجمهورية اليمنية، وهو مؤشر مهم لأسبقية الجامعة والكلية في معايير التميز والجودة.. (وأيضا) مواكبة البرنامج للحاجة الملحة في سوق العمل والتي تتطلب رفدها بمخرجات تمتلك المعارف التاريخية والسياسية، لا سيما في ظل تسارع التطورات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وحاجة تعز لنخب سياسية متجدِّدة " ص7، وتلك هي نُبذ مختارة من بعض مبررات البرنامج وموجبات صناعته، وضرورات وجوده.
💻 أحد الزملاء هاتفني ثم حادثني من خارج اليمن وقد تابع أخبار (قسم التاريخ والعلوم السياسية) مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، متعجباً من أمْر جامعة تعز، وأعضاء هيئة التدريس فيها، كيف يعقدون مثل هذه الوَرشة أو غيرها، خصوصاً في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها تعز عامة، وجامعة تعز بخاصة، وبشكل أخص أعضاء هيئة التدريس وكافة المنتسبين إليها الذين يعيشون حياتهم المعيشية المضنكة، ثم يُدرِّسون مقرراتهم، ويختبرون طلبتهم، ويصحِّحون كراساتهم، وليس ذلك فحسب، بل ويعقِدون ورَشهم العلمية والأكاديمية بسلام آمنين، ويُطوِّرون أقسامهم، ويحتفِلون ويعلنون ويُشهرون ولا يُبالون؟! في الوقت الذي قد نزلت فيهم مختلف النكبات والأزمات المادية والمعنوية، وأشدها مرارة استحقاقات المرتبات، فقد فارقت مرتباتهم حياتهم منذ خمسة أشهر متتابعة وأكثر، وانعدم عنهم حتى مصروف القوت اليومي الضروي؟!!
💻 فأجبت صديقي بقولي هذا: ما قلته هو الحق والواقع، وما تعجِّبت منه هو الحق والواقع أيضاً كما وصفت، فأولئك هم أعضاء هيئة التدريس في جامعة تعز، وفي كل كلية، وفي كل قسم، عمل دءوب لا يعرف التوقف، وصمود لا يعرف التراجع ولا الفرار، وجهود متدفقة كالأنهار لا تعرف النضوب أو الجفاف، وقوة جبارة خفية لا تعرف الضعف ولا الانهزام، وطنية تكفي الوطن وتزيد، شعور بالمسؤولية تفيض بالسعادة، وأداء للواجبات والتزام بالمهمات يتغلب على التعاسة والشقاوة، الدرس في القاعات أنساهم آثار المجاعات، يؤدون الواجبات وحقوقهم في عالم المغيبات، يقومون بمسؤولياتهم دون تنقص بعيداً عن المسئولين والمسئولات؟! وتلك هي مدينة تعز، مدينة الثقافة والعلم والتعليم والأكاديمية والمقاومة والجهاد والإعلام والحقوق والعمل الإنساني والروح المعنوية الوثابة التي تنتصر فيها المعنويات على الماديات، والإيجابيات تعلو على السلبيات؟!.
🔲 والآن ماذا على الجامعة بعد عقد الورشة والإشهار والاعتماد؟ واجب على قيادتي الجامعة والكلية أن تكملان المهمة بالتمام والكمال، أن ترتقيان بمستوى الترويج الإعلامي والتسويق الإعلاني لقسم التاريخ والعلوم الإسلامية المباشر والموجه للمستفيدين إلى مستوى الجهود التي بذلها الأخوة أعضاء هيئة التدريس في القسم مع رئيسهم كي يتكلل المشروح بالنجاح، وتصل الرسالة إلى المعنيين إيجابية واضحة! علينا أن ننتظر الأفق الترويجي الهادف والتسويقي الناجح والإعلامي المناسب للتجديد الذي أحدثه القسم في رؤيته ورسالته وأهدافه وجودته في مواده الجديدة التي أدخلها للعلوم السياسية مباشرة، وفي القديمة التي حدّثها وطورها لتتوافق مع جودة التعليم العالي في الجامعات العربية والغربية المشهورة في الأقسام المناظرة؟!
❌ لا بد أن يتوج كل عمل علمي أكاديمي أو أي مشروع مادي بالجهود الإعلامية، وكم يا مشروعات أكاديمية وورش علمية ماتت في مهدها الأول ولم تؤت ثمارها يانعة؟!! بسبب عدم الاهتمام بها، أو عدم إتباعها بالترويج الإعلامي الكافي، فهناك أخطاء قد حدثت من قبل في أقسام قديمة في كلية الآداب حاولت قدر الإمكان عقد ورش علمية وأكاديمية، وحاولت تجدِّد وتغيِّر وتضيف وتحذف في المسميات والمضامين، وفعلت وصرفت على ذلك مئات الآلاف، لكنها فشلت في جلب طلبة إليها وبقي الحال كما هو؟! وفي نظري يرجع ذلك الفشل إلى أربعة أسباب:
الأول: أنها لم تأخذ حقها من الترويج الإعلامي ولا التبشير الكافي بها، وبقيمة برنامجها ومخرجاته وعائداته على الطالب والواقع .
الثاني: أنه حدث نوع من الإهمال المتعمد وغير المتعمد من الأقسام المعنية أنفسهم بأهمية ما قاموا به من ورش ولماذا، أو من قيادتي الجامعة والكلية بالتزامن أو بالتراخي؟!
الثالث: قد يكون قصور في المعرفة بالجدوى العلمية المرجوة من تلك الأعمال، أو قصور في رصد وتوقع الجودة المنشودة من عقد تلك الورش؟!
الرابع: وربما كان الغرض من تلك الورش هو التسابق على الاعتمادات، ومن ثم الاستهلاك الإعلامي الجامعي المحلي وتصفية عهد مرصودة وليس التغيير الحقيقي لتلك الأقسام؟! فلا بد من المراجعة الحاسمة.. ⭕ أعتقد أن فشلا كهذا لن يتكرر مرة ثانية في (قسم التاريخ والعلوم السياسية)، وأن عليهم الاستفادة من أخطاء الماضي القريب، كيف وقد أصبح هذا القسم بهذا العنوان (قسم التاريخ والعلوم السياسية) مطمحاً لكل طالب ومطمع لكل طالبة يحبان أن يجمعا في حياتهما بين علوم التاريخ وعلوم السياسة، فذلك كان حلماً في الخيال، وشأواً بعيد المنال فلا يصل إليه إلا النادر من الشباب الطموح وبعد عناء وضنك وسقاء وغربة وطول سفر؟! وها هو القسم بين أيدي الراغبين وفي متناول القاصدين وعلى خطوات من الواثقين، وعلى بعد أشهر من خريجي الثانوية المنتظرين فسيفتح أبوابه، وذلك كله مرهون بالمادة الإعلامية والترويجية الذي ستوليها الجامعة لهذا القسم، وكذل مرهون بالحنكة التسويقية الإعلانية لهذا القسم المطور الجديد من جهة أبناء القسم، ومن جهة عمادة كلية الآداب!
💢 ولا يكون الصواب قد جانبني، ولا الخيال قد خانني، ولا رؤيتي للمستقبل قد خدعتني إن قلت: إني أرى هذا القسم بعنوانه هذا في المستقبل القريب كلية مستقلة هي: (كلية التاريخ والعلوم السياسية)! أو (كلية العلوم التاريخية والسياسية) ولم لا؟! وهذه الكفاءات الخلاقة قادرة على ان تبدع وتوسع، تأتي بجديد الجديد وتوسعه وتطوره أكثر وتمد بأفقه ومجالاته بقدر قوة النظر العقلي وقدرة البصر الأكاديمي والمدد المادي؟!..
☑ فالشكر كل الشكر للذين أعدوه وسهروا عليه وتواصلوا مع الآخرين من أجل إنجاحه، الذين أنجزوه واحتفلوا به وأعلنوا عنه وأشهروه، وفي مقدمتهم أستاذ مشارك/ نعمان العزعزي- رئيس القسم المحرك الأساس، أستاذ مشارك/ سعيد اسكندر- عضو القسم ورائد الشباب في الكلية- وتفاعله الجاد، أستاذ مشارك/ محمد المقدم- عضو القسم- في جهده المتميز وبصماته الواضحة، أستاذ مشارك/ طلال حمود المخلافي- عضو القسم- ومشرف شُعَب كلية التربية بالمخلاف، أستاذ مشارك/ صادق الصفواني- عضو القسم- أستاذ مساعد/ هزاع محمد عبد الله- عضو القسم ورئيسه سابقا- أستاذ مساعد/ عبد القادر الخلي- عضو القسم- في جهده الملموس، وكذلك بقية أعضاء مجلس القسم الذين تواصلوا وساهموا في الإعداد والإنجاز عن طريق القرب أو البعد، والشكر موصول للأستاذ المشارك في كلية التربية/ عبد الرقيب السماوي- رئيس دائرة التطوير الأكاديمي وضمان الجودة في الجامعة- الذي أشرف وجَوَّد البرنامج،، سيذكر تاريخ تعز وساستها وجيلها لأعمدة هذا القسم صنيعهم هذا ولن يتأخر،، أخيراً مبارك لهذا القسم وكليته وجامعته ومحافظته وإقليمه هذا العرْس العلمي الأكاديمي النّوْعِيّ(قسم التاريخ والعلوم السياسية)!، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،،،
◀ انتهى▶