قبل عامين.. في مثل هذا اليوم الحادي والعشرين من مارس 2015م كان السفير الإيراني ينفث دخان سجائره في سواحل عدن يحتفل بسقوط العاصمة الرابعة صنعاء ويعلن انضمام مضيق باب المندب إلى الحضن الإيراني ويهدد المملكة العربية السعودية بمناورة للميليشيات الانقلابية على حدودها.
في مثل هذا اليوم قبل عامين خرج عبدالملك الحوثي ومن على شاشة قناة اليمن الواقعة تحت سيطرة ميليشياته يعلن الحرب على اليمنيين ويدعو إلى التعبئة العامة.
في مثل هذا اليوم قبل عامين كانت الميليشيات الانقلابية قد سيطرت على القوات الجوية اليمنية وكانت المقاتلات الحربية تحوم في سماء بلادنا تتلقى أوامرها من كهوف مران وصعدة وعلى قصر الرئيس هادي في المعاشيق بعدن رمت بحمولتها وصواريخها وخرج قائد الميليشيات يحذر الشعب: ها قد قصفت منزل الرئيس ولن أتردد في قصف بيوتكم بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفتاكة حال خروجكم عن صف الانقلاب وعودة الإمامة..
في مثل هذا اليوم قبل عامين كانت مطارح نخلا في مأرب تعج بالأحرار الذين انتفضوا لمنع سقوط المدينة في يد الميليشيا وكان الأحرار في تلك المطارح يعيشون كل ثانية وكل دقيقة كما لو كانت الأخيرة في حياتهم فالمقاتلات الحربية اليمنية كانت تستعد لشن ضرباتها الجوية فوق رؤوسهم بأوامر من سفير طهران بصنعاء حتى يكونوا عبرة لباقي الأحرار والثوار ولإخماد جذوة الكفاح اليمني المسلح الذي انبعث من مرقده في عدد من المحافظات انتصاراً للشرعية الدستورية وللجمهورية الخالدة..
في مثل هذا اليوم قبل عامين لم يكن هناك عاصفة حزم ولا تحالف عربي وكان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في عدن يدعو ميليشيا الحوثي صالح إلى التراجع عن الانقلاب والعودة لطاولة الحوار لبدء تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها كل اليمنيين لكن قادة الانقلاب رموا بدعواته الطيبة جانباً وظنوا ذلك ضعفاً وقلة حيلة فحركوا قواتهم باتجاه عدن وباقي المحافظات الجنوبية..
في مثل هذا اليوم قبل عامين كان صالح يقهقه بحقد، معلناً انهيار حلم اليمنيين بدولتهم الاتحادية وكان القابع في كهوف مران يزمجر ويرعد ويهدد بكل غرور وتبجح أن الإمامة قد عادت بثوبها الحوثي وأن اليمن كله بات تحت قبضة إيران..
لم تدم فرحة الميليشيا طويلاً وكذلك صبر اليمنيين وبالتزامن كانت سماء اليمن بعد خمسة أيام من تاريخه تعج بالمقاتلات الحربية المؤيدة للشرعية ليفتح اليمنيين أعينهم على خبر عاجل تناقلته كل وسائل الإعلام: انطلاق عاصفة الحزم نصرة لليمن وشعبه وبالتوقيت نفسه كانت المقاومة الشعبية قد أرسلت أول أخبارها باستهداف تجمعات الميليشيا في عدد من المحافظات لنبدأ مرحلة كفاح ونضال جديدة سقط معها المشروع الإمامي وللأبد..