منذ تحولت صنعاء إلى عاصمة لليمنيين لم تشهد اليمن أي استقرار أو نهوض حضاري فلم تنصر اليمنيين ولو لمرة واحدة بل إنها الوكر الذي يحكم منه الدخلاء أحفاد الشيطان منذ أحتل الفرس اليمن.
كما تعد السيف المسموم الذي يقتل اليمنيين كلما أرادوا أن يجعلوا منها عاصمة لحكم اليمن ففيها قتل الفرس سيف ابن ذي يزن وجعلوا من أنفسهم سادة وحكاما على اليمنيين وفيها قتل المحتل فيروز الديلمي الملك عبهلة العنسي غيلة واستولى على الحكم وصار يحكم اليمنيين ويفرض عليهم الخراج كحاكم لهم.
إن صنعاء ليست عاصمة لليمنيين بل متربع لعرش الشيطان وسلالة المحتلين والدخلاء الذين اتخذوا منها وكرا للتسلط على اليمنيين وسياجاً تحتمي بها مستعمراتهم.
فصنعاء قاتلة لكل زعيم ورمز يمني يريد أن يحكم اليمن منها كابن موطن يريد يحكم وطنه من عاصمة لم تقبل بأن يحكمها ابن الموطن منذ سيف ابن ذي يزن حتى عبد الرقيب عبدالوهاب.
إن من يقرأ التاريخ لم يجد أن صنعاء قد نصرت اليمنيين ولو لمرة واحدة وخصوصا منذ احتلال الغازي يحيى ابن الحسين الرسي وسلالته لليمن والذي غيروا فيها كل مسمى ومعلم يمني فقد أصبحت قبة المهدي بديلاً لقصر غمدان ودار البشاير بديلا لإرث غيمان.
إن صنعاء تعد أكبر تجمع للغزاة المحتلين ففيها يقع أكبر تجمع للهاشميين وفيها يحيكون مؤامراتهم على اليمن ككل ومنها يديرون كل المستعمرات الهاشمية ومراكز التسلط في معظم أرجاء اليمن.
لقد شكل الهاشميون أطواقاً سكانية للإحاطة بها من كل جانب حيث يتربع الكهنوت الهاشمي وسدنتهم في مركزها المتمثل بصنعاء القديمة والبليلي والجامع الكبير وقبة المهدي والتي منها يوزعون الخرافات ويحيكون خيوط اللعبة وينثرون ويلاتهم على كل المناطق اليمنية.
لقد شكلت الأطواق الهاشمية حول صنعاء عائق كبير أمام ابن اليمن والذي لا يمكنها حمايته ولا يستطيع الاتكاء عليها أو الاحتماء بها.
فكما قتل الاحتلال الهاشمي عبد الرقيب عبد الوهاب و سحلوه في شوارع صنعاء حتى إنه لم يتبق منه إلا بعض أقدامه دون أن تقدم له حق الحماية أو العون فقد تحاصر الرئيس هادي في منزله ولم تسانده رغم ما تعرض له.
لقد حاولوا قتل الرئيس هادي كما قتلوا بعض أقاربه لأنه الرئيس اليمني الذي لا ينتمي إلى السلالة المحتلة المتناسلة من الشيطان وكما حاصروا الرئيس هادي ولم تحميه إلا عدن فقد قتلت صنعاء الحمدي والغشمي وكل من لا ينتمي إلى سلالة الشيطان من قبله.
فلم يذكر التاريخ إن صنعاء قد انتصرت لليمنيين ولو لمرة واحدة.
كما إن اليمن لم يشهد أي نهوض أو استقرار حضاري طالما وكانت صنعاء هي العاصمة.
ومن الملاحظ أن النهوض الحضاري والتنموي واستقراره كان مقرون بانتقال العاصمة من صنعاء إلى مكان آخر كما حدث مع انتقال عاصمة الدولة الصليحية إلى جبلة والذي وصل اليمنيين إلى قمة الرفاه والمجد والنهوض الحضاري.
وكما حدث مع انتقال العاصمة الرسولية إلى تعز وكما حصل في انتقال عاصمة الدولة الطاهرية إلى رداع والذي شيد اليمنيين خلالها القلاع والمنتزهات والسدود وبنا المدرجات كما شهدت الاستقرار وعودة الذات اليمنية والتي تنهار مجرد عودة العاصمة إلى صنعاء.
فالعاصمة صنعاء سيدة باذان الفارسي على اليمنيين وناصرت المتوكل/ أحمد أبن سليمان على تشريد وقتل اليمنيين وتحالفت مع المجرم عبدالله ابن الحمزة وجعلت منها عرش يتربع عليه القاتل المطهر ابن شرف الدين ليحكم اليمنيين.
إنها المستعمرة الكبرى لأحفاد الشيطان والتي يطوقونها من كل جانب والذي لا يمكن أن تعود اليمن لليمنيين حتى تدك صنعاء ويهدم العرش الذي يتربع عليه الشيطان ويمحو كل معلم من معالم الغزاة والمحتلين منذ وطأتها أقدامهم وجعلوا منها عرشاً لهم.