ما أكثر السادة الوكلاء حين تعدهم ولكن تفتش عنهم فلا تجدهم فهم يذكرونني بأبين فحينما تعدد فيها تعيين الوكلاء وكثر دب التكاسل والتخاذل والنتيجة سقطت المحافظة في الهاوية وحالها غير خاف على أحد .
فما الجدوى من أسماء تملأ كشوفات ودرجات تذهب هبات لهذا وذاك والنتيجة شاهدة عيان ولا تحتاج منا لبيان .
إن ما كتبنا ونكتب اليوم ليس من باب الإثارة الإعلامية بل إننا نعده من باب توصيل الرسالة الإنسانية لتلك الأصوات المكبوتة والأنات المكنونة والآهات المخنوقة والدمعات الحرّى التي تغلي كغليان القدر على النار لمرضى بأمراض مزمنة أو جلطات وما أكثر ما تصادفهم على هذه الشاكلة فضلاً عن جرحى أو عجزة .
أما أهالي الشهداء فحدث ولا حرج عن معاناتهم والمبالغة في جعجعتهم وجعجعة الأيتام الذين بذل والدهم روحة ليأتي من بعده وتحديداً من الفئة المكلفة بلجنة الصرف للمعاشات ليذل فلذة كبده ويتعامل معهم وكأنهم شقاة عنده أو يصرف عليهم من جيبه .
نعم مؤسف أن تكون هذه أخلاقيات يتعامل بها من أوكل أمانة تسليم المعاشات لهذه الفئات المسحوقة والمطحونة التي كانت أكثر مصداقية وتضحية من ذاك الذي يجلس اليوم على كرسيه يأمر وينهي يبتسم في وجه من يعرف ويقلب وجهاً عبوساً في وجه من لا يعرف حتى يتمنى مراجعه لو أن الأرض ابتلعته قبل أن تسوقه المقادير اليه.
ولك أن تتخيل شعور ذاك الشخص المقهور والمغلوب على أمره وهو يستجدي معاشه أو معاش ولده من شخص يجلس بكل أريحية ليس لوجه الله ولكن بحساب والثمن المضمون ثم يتفنن في العرقلة والتعذيب فقد أحضر والد شهيد كل الوثائق والمستلزمات عدا الوكالة التي قدم صورتها وعليها توجيه من أحد الوكلاء وبموجبها كان قد استلم معاش الشهر الماضي وقدر أنه لم يحضر الأصل بل البطائق وشهادة الوفاة الأصل و.. إلا أن الأخ رفض تسليمه معاش ولده الذي يعول أيتامه لكن للأسف كان أسلوبه متحجراً جداً .
حاول معه مرات ومرات وأكد أنه يأتي من مكان بعيد ومواصلاته ثلاثة آلاف ريال لكن من دون جدوى.
واقترح عليه الذهاب للوكيل وهو يعلم يقيناً أنه غير موجود في ذاك التوقيت ولولا رحمة الله به لما توجه للوزارة وتحديداً للد. خالد العكيمي الذي وجه له مشكوراً وخفف عنه مشقة وعناء الذهاب والإياب.
الجدير ذكره أن د. خالد العكيمي من أكثر السادة المعنيين مرابطة بالوزارة وإن كنا نأخذ عليه تردد بعض المراجعين عليه لمرات كثيرة من دون حسم لمشكلتهم سوى غرس الأمل في نفوسهم وأنها مسألة وقت وسيكون كل شيء على ما يرام.
ونحن نأمل أن تعرف تلك الوعود التي يقدمها الدكتور العكيمي طريقها للنور ولا تكون مجرد مسكنات فقط يفيق المراجع بعدها على نعيق غراب رغم أنها تعد أفضل بكثير من كسر النفس وبتر الأمل الصادم لكل ذي حق. سيما وأن المدير من النوع الذي لا يتذمر ولا يتضجر مهما بلغت درجة الضغوطات عليه وهذه خصلة حميدة فيه .
لكن وضع المعالجات العاجلة ضرورة ملحة عليهم فمفعول المسكنات مؤكد أنه لن يدوم.
ونذكر دوماً وأبداً أن من كان في عون العبد كان الله في عونه ومن يسر يسر الله له ومن عسّر عسّر الله عليه.
نأمل أن يظل الدكتور على بساطته وتواضعه وأن لا تغيره الأيام ومثله زميله أنيس العاطفي الذي يبذل جهده بكل جد وإخلاص .
وأذكركم بحديث شريف أن الله يعذب من يعذبون الناس في الدنيا فأيهما بالله عليكم خير شهيد مستضعف أم موكل بصرف ومتعنت وأيهما أوجب منا للتقدير .
طبعاً هذا لمن وجد معاشه أما من يأتي على أمل ثم يتلاشى ذاك الأمل بأن لا وجود لرقم ولا إسم أو معاش، فالطامة كبرى وهذا ما حدث مع أم انزوت وأجهشت بالبكاء قائلة اما كفاني عجزي وفقدي لولدي الذي خلف لي ايتاماً واليوم هذا يصدني عن الدخول وذاك ينهرني وذاك لا يحتمل سماعي أيش أعمل بطاقة ولدي العسكرية بيدي وتأكيد استشهاده بالمقاومة وايش عاد أصلح؟ فين أروح وما عندي إمكانية للمواصلات والتنقلات؟ ...
وفي أوج ألمها ودمعها الذي انهمر بغزارة رغماً عنها فخنق أنفاسها وألجمها عن الكلام، فصار وحده معبراً عن حالها جاء إليها أحدهم ويدعى رعد فخفف عنها ووعدها خيراً فطابت نفسها وعادت لبيتها على ذاك الأمل القريب.
وترى كم من المجلوطين تشفق عليهم بالكاد يجرون أقدامهم لا يدرون أين يتجهون تغلق في وجوههم الأبواب ويعانون من السقوط أو من اللجان التي اعتمدت لتمارس دور الآمر والناهي ولجان تعتمد ولا تصل فذهاب وإياب وإغلاق للأبواب والأسباب .
ولا عجب من تلك اللا مبالاة المقيتة بحق المراجعين سيما وأنت تنظر إلى لجان النصر وهي تمارس عملها في أماكن تتكدس فيها أكوام القمامة بشكل مقرف للغاية وكأنهم يعملون في زرائب حيوانية وليست مرافق حكومية وأعجب منهم تلك الحراسات التي تنام على الأوساخ والقذارات، فهل يعجز هؤلاء عن المشاركة في تخصيص مبلغ زهيد من نثرياتهم أو حوافزهم لعامل تنظيف وإن كان الأمر كذلك فكثر هم الشباب الذين سيتطوعون للقيام بالمهمة إن دعوهم لذلك.
ليتهم يعلمون أن أماكن عملهم ومستوى ترتيبها هي واجهتهم وهي من يعطي انطباعاً عن أداء وزارة وليست فقط إدارة.
ما رأي المعنيين وهل كثير على الوكلاء المداومة ولو بالتناوب في أماكن تواجد لجان الصرف لتذليل العقبات وإعطاء التوجيهات المناسبة التي تريح المراجع وتهدئ من روعه أم أن دور كل من ولي مسؤولية من نواب أو وكلاء فقط الزيارة كتحصيل حاصل ولدقائق معدودة للتباهي بمواكبهم ودرجات تفحيط سائقيهم التي تثير استفزاز العامة حيث تبدو وهي تهم بالمسير وكأنها توشك أن تطير وربنا يلطف بالمارة فضلاً عن استعراض مرافقيهم دونما مراعاة لذاك الكم الهائل من البشر الذي يحشر بطقم واحد لتكون الخسارة فادحة إن حدث لهم لا قدر الله حادث أو ألمت بهم والعياذ بالله ملمة! .
ونؤكد أيضا للسادة الوكلاء أن وجهوا اللجان بالرفق فإن كانت المصداقية ضرورة والتحري واجباً فإن الرحمة مطلوبة .
ومؤكد أن لكم أيها المعنيون طريقتكم في معرفة الأسلوب الذي تتبعه هذه اللجنة أو تلك وطريقة تعاملها إن كانت إنسانية أو متجردة منها، شاكرين للوكيل عبد الناصر عثمان تجاوبه مع قضايا المنتسبين آملين منه مضاعفة جهوده .
هذا غيض من فيض سكبناه علّه يجد الأذن الصاغية ويوليه المعنيون اهتمامهم.
وإنا إن كنا نثمن جهود الأستاذ لخشع نائب الوزير الذي نزل للمواقع أكثر من مرة كما تردد ورأى بأم عينه حالات العباد في زياراته التي وسمت بالخاطفة إلا أنها قد لخصت له الواقع بكل مصداقية. وكم وددنا لو وجه الوكلاء بترتيب وضعهم وتداول مهامهم بين الوزارة ومواقع الصرف والأماكن التي تقتضي تواجدهم طوال ساعات الدوام وليس لساعة أو ساعتين في أحسن الأحوال وذلك لتذليل العقبات التي قد تعترض سير العمل بالصورة المثلى .
في الأخير كل كلمات الشكر والثناء تعجز عن الوفاء لكل من اتقى الله وأدى واجبه بالصورة المثلى ولا تنسوا الصلاة والتسليم على سيدكم المصطفى الذي تبتغون الشرب من حوضه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم