في بلاد العجائب والنوادر لن يكون عجيباً إطلاقاً أن تجد الظالم وقد نصب نفسه مسئولاً عن تحقيق العدالة ورد المظالم.
طبعاً إذا كانت أغلب هذه المظالم شكاوى كيدية من أشخاص ضد آخرين..
أو كانت مظالم أبو منفعة جاءت من باب نفّعني وأنفّعك.. فحين تفشت الحوثية في المدن وأخلت بشكل النظام الهزيل الذي كان قائماً فيها، وتسلمت كل مرافق الدولة واحتلتها نصبت نفسها راعية للنظام والأمن وابتدعت في كل مكان ما يسمى بمكاتب رد المظالم كنوع من إحلال نظامها الذي يعتقل كل من يعارض مسيرة الفوضى والدمار وأيضا تتصيد كل صوت يعارض صيحتهم الكاذبة حتى امتلأت سجونهم التي استحدثوها بالمعتقلين.
إن حقيقة هذه المكاتب ليست سوى دكاكين لتصدير الظلم إلى كل ركن في المدن المحتلة، وإغراء الكثير بالانتقام وأذية الآخرين.
فقد لجأ بعض أمراض النفوس لشكاوى كيدية انتقامية ضد آخرين لمجرد الثأر الحزبي أو الشخصي أو حتى البسط على حقوق و ممتلكات الآخرين.
المشرف الحوثي المسئول عن رد المظالم يجد في هذا باباً للرزق مفتوحاً على مصراعيه، فبجوار النهب والبسط والبلطجة المعروفة لمشرفي الحوثي هم يتقاضون مبالغ من الظالم والمظلوم على حد سواء من المشتكي والمشتكى به.
إن الوصف الدقيق لهذه التقنية الإجرامية هو مكاتب استنبات وزرع المظالم ورعايتها كي يجنوا ثمارها من أموال الناس بدلاً من إعادة حقوقهم.
إنهم كالضباع تماما يتداعون لسقوط فريسة ما في نزاع ينشب في سوق أو اشتباك حول قطعة أرض أو أي شكوى ترزّقهم ليومهم ذاك.
تجدهم يهرعون إلى سيارة الطقم في عملية تهبش أمنية يتم فيها رد الحقوق إلى الجيوب خاصتهم وكأنهم في الطريق لطلب الرزق ليس إلا، وليحل بعدها سلام الضعفاء أمام قوة السلاح.
حتى مفهوم الحق وردّ الظلم لديهم لن يخرج عن دائرة أن أي حق هو حقهم وأن أي ردّ لظلمٍ هو ما كان في اعتقادهم ضدهم وأن استباحة أموال الناس ونشر الفوضى بينهم هو طريق مسيرتهم الطبيعي.