;
علي العنزي
علي العنزي

من محاصرين في مجمع مأرب، إلى قلب صعدة والعاصمة صنعاء 991

2017-03-18 08:18:06

 كيف حدث هذا أو كيف يحدث..؟ لازلت أتذكر تصريح عفاش الشامت بمعارضيه حين قال: أمامكم بوابة واحدة للهروب وهي البحر الأحمر، وتصريح السيئ الحوثي: لن يتبقى للمرتزقة شبر واحد في هذا الوطن ليعيشوا فيه، ولم يتبق لهم سوى مساحة صغيرة في مأرب وأيام معدودة وتكون تحت السيطرة، وهذا كان بعد انتفاشة 21سبمتبر وتوحد خونة الجيش مع المليشيا، للاستيلاء على الدولة وبيعها للخارج..
الكارثة التي جعلت الشعب يحمل السلاح ويخرج بنفسه لاستعادة كرامته وأرضه، وبين ما كانت المليشيا بالقرب من نقطة سوق السلاح في مجمع مأرب أصبحت اليوم تدافع عن أبواب العاصمة صنعاء وعن وكر الحوثي بمدينة صعدة..
الأمر الذي كسر جبروت الطغاة وخلط كل أوراقهم وبدل خطاباتهم الجبارة في ذلك الوقت، أضحى عفاش يدعو إلى المصالحة ويتكلم باستحياء أما السيد فمن عجزه وفشله في مواجهة الجيش الوطني ظهر بولاعة وطائرة تصوير صينية الصنع ليقدمها سلاح ردع حين عجز أن يقدم شيئاً. 
قد نستصغر ما يحصل لهم ولكن والله إنه ليس صغيراً وإنه نصر كبير بحد ذاته، فما بالكم بقنواتهم التي كانت تذكر مواجهات "عدن وأبين ومجمع مأرب" واليوم تتحدث عن معارك البقع وعلب ونهم والحديدة وميدي. 
أنا أجزم بأنه يجن جنون الحوثي عندما تذكر صعدة ومثله عفاش حين تذكر صنعاء في مواجهاتها مع تقدم الشرعية.
كيف لا يجن جنونهم وهم لم يسمعوا من فترة خبر تقدم كل أخبارهم تصدي وإلى الخلف كم محافظات كانت تحت سيطرتهم وتحررت.. كم مناطق وقرى عادت لإبطال الجيش الوطني،
في حين كانوا يريدون المزيد بانقلابهم الآن هم يدافعون من مناطق ما قبل الانقلاب ويتم تطهيرهم منها واحدة بعد الأخرى.
هكذا يصنع الغرور والتجبر والتبختر على شعب الحكمة والإيمان..
جبروتهم أخرج جيوش لا تقهر من شباب بعضهم لم يحمل السلاح طول حياته.
 اليوم نسمع عن معارك بالقرب من أرحب المدخل الرئيسي للعاصمة وبهذا فقد بدأت نهاية الانقلاب المشئوم وسطوع فجر اليمن الجديد..
 وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل أبطال اليمن وأحرار الجيش والقبائل، فمنا ألف تحية يا جيشنا ويا شعبنا العظيم يا من جعلت الشخص الذي أعلن صنعاء خامس عاصمة عربية بيد إيران، يظهر في خطاب آخر ليصف أدواته في اليمن بأبناء الشوارع لأنهم لم يقدروا على تحقيق مشروعة الفارسي.. 
أمضوا قدماً كان الله معكم وقريباً ينتهي عهد الظلام وتشرق شمس الضحى من جديد..

قدمت في مسابقة للقصة القصيرة. قرأت في صفحة المسابقة أنهم ستواصلون مع الذين أرسلوا قصصهم للتأكد من الملكية الأدبية. لم يتواصل معي أحد. ليس مهمًا. قد يتواصلون معي حين أفوز. ولم أفز.

ليس الأمر محرجًا لبجاحة الثقة المنسكبة في طوايا القصة، لقد هادنت فيها بأقصى ما أستطيع لملاعبة فكين هم رعاتها: إذاعة أوروبية ومصداقيتها لأنها أجنبية، وملحق لصحيفة المخلوع.
 كان همي المال فقط. وليس الأمر محرجًا، لأننا في حالة حرب.
الإحراج من وعد أبرمته لطالب ثانوية.
في المجلس اليومي نقرأ قصائد البردوني، نتسلى بالنكات، ولأن الأخبار لم تتغير منذ سنتين، فقد لجأنا لمشاهدة مسلسل تركي من ساعتين متتاليتين، الأمر ليس نكاية بهولندا بالطبع، وهذا لا يصلح سببًا لإبعاد القصة أيضًا.
على الضيف الجديد أن يتكيف مع طقوسنا العادية في الداخل. أما في الخارج فلأحد أصحابي دراجة نارية.
الدراجة سبب في إبرام الوعد..
أحد الأصدقاء وهو طالب في الثانوية قال بأنه محترف في قيادة الدراجة. التغني بالخبرة هذه جعلت من صالح قاتلًا فارًا يفاضل بين الأقبية للعيش في ملاذ آمن.
صاحبي المتعلم أخذ الدراجة لتوصيل أحدهم. غرّه الإسفلت، كان في جيبه 1650، القيادة في الإسفلت سهلة، إذن سيذهب إلى البقالة ويضحى بمائة وخمسين ريالًا قيمة مشروب غازي والباقي سيحتفظ بها كمصروف للمدرسة.
في منتصف الطريق قرر أن يحتفظ بالألف والستمائة والخمسين كاملة، لف ليعود بنصف دائرة كاملة كما لو أنه يقود شاحنة تملك عشرين إطار. هناك دراجة آتية في الخط المعاكس. توقف أمامها فانقلبت تلك الدراجة التي كان عليها سائقًا مسلحًا.
السائق المسلح سيسامح بالدم الذي ينزف من ركبته، لكنه لن يسامح بقيمة كشاف الدراجة المتحطم.
وصل صاحبي إلى السوق، وأصلح كشافة الدراجة بألف وسبعمائة ريال.
لا شرب البيبس ولا سلم المصروف. واستدان خمسين ريالًا. كما أنه أقلقنا بغيابه الطويل.
وعدته فيما بعد أن أمنحه بدل الألف والسبعمائة:
"ألفين ريال من هذا الرأس.. شافوز بجائزة القصة".
هناك قول نتداوله في البلاد هذه الأيام:
"الألف في الحرب بمليون".
رحت أوزع ملايين الجائزة. ووعدت أصحابي المتكئين على وسائد مصنوعة من الثياب القديمة، بمداكي أسفنجية تجعلك تطعم القات من أول غصن. أما الباقي فقد تناحرت وسط رأسي بين شراء كتب وحفر أساس لمنزل صغير، قضاء ديون الوالد المتفاقمة بسبب عدم صروف الرواتب، عقيقة للمولود القادم، مصروف يومي للتفرغ لإتمام ما أظنه كتابًا، هذه بالذات ارتحت لها من قلبي ذلك أني استلهمت ماركيز كنموذج: لقد باع سيارته من أجل وجبة جيدة وتدفئة جيدة، ليكتب مائة عام من العزلة.
لم أفز بالجائزة. وأشك بأن لا أحد قرأ القصة.
لقد أنقذني عدم الفوز من كل تلك الأفكار.
الطالب الذي وعدته بالألفين قد يتهكم:
"وين اجا الكاتب العالمي.. وين اجا سفير قرية خباءة بين الكتب".
هو لم يعد بجاجة الألفين. ونحن هذه الأيام نكثف من قراءة البردوني وكتب الأجانب عن اليمن.
"نحب الشعر أكثر.. ونحب البلاد أكثر حين نرى حبها في أعين الأجانب". هكذا أقول. كي لا يعلم صاحبي أني لم أفز.
وصرت أكتب أكثر، وأحرز تقدمًا في القصة/ الكتاب الذي لا ينتهي.
لقد ركنت ماركيز جانبًا عن الوجبة الجيدة لأجل الكتابة، ولجأت إلى فكرة همنغواي: " ليس بوسعي تناول الطعام بصورة منتظمة، وليس بالأمر السيئ إن هم لحقوا بي".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد