في اليمن تجاوز مفهوم التطرف والغلو لدينا حتى ظهرت له أشكال عدة وربما مؤسسات بل وأكيد شرايين مازال يتسرب عبرها سموم تحييه لينتشر في الأرجاء حتى قاربت على ارتهان الجميع بما في ذلك المرأة؛ وخاصة حينما تدرك أن المرأة في اليمن رقم غير مهمل في التطرف سواء من الناحية المتضررة أو من الناحية المساهمة في التطرف بشكل غير مدرك مساهمتها أو بشكل مدرك.
وهنا تجدر الإشارة إلى معنى التطرف والغلو لنقف سوياً على أرضية مشتركة منها نفتح أبواباً مشرعة تهدف إلى تجسيم دور المرأة والفتيات في مواجهة التطرف والغلو، إذ يعرف التطرف والغلو أنه: الخروج عن القواعد والقيم والسلوكيات المجتمعية المتعارف عليها، مما قد يؤدي إلى العنف في شكل فردي أو جماعي منظم؛ بهدف زعزعة استقرار المجتمع وفرض الرأي الآخر بصفة إجبارية.
لقد مضى أربعة عشر عاماً منذ الاعتماد التاريخي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 والذي أقر المجتمع الدولي من خلاله بالدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في منع وتخفيف آثار الصراعات وتسويتها، وأعترف بالعبء المتباين الذي تتحمله النساء والفتيات خلال أوقات الصراع.
لذا فالحديث عن دور للمرأة في مواجهة التطرف يفترض التركيز أولاً على بنية المجتمع ككل وموقع المرأة فيه الذي يسمح أو لا يسمح بوجود دور مستقل لها بعيدا عن الأعراف والتقاليد الاجتماعية.
وأن وجود دور للمرأة يعني أن تكون حرة الإرادة مع ضرورة إحداث تغيير مجتمعي يجعل التقسيم مبنياً على الجهد والقدرة وليس على أساس الجنس وهو الغير متوفر وفق الظروف المجتمعية الحالية بالنسبة للبيئة اليمنية وعليه فإن أي دور للمرأة فهو يعني أنه دور للحد، لا للقضاء والذي يعد دور مطلوب وعظيم في المرحلة الراهنة التي تعانيها اليمن.
إذ يؤكد مراقبون أن المرأة هي خط الدفاع الأول عن الأمن للوطن بتربية جيل راعٍ وحامٍ للوطن، كونها صاحبة الدور الرئيسي لمكافحة الإرهاب، خاصةً وأن النساء والأطفال هم الأكثر تأثراً بتداعياته .
ففي اليمن مثل الفقر وانعدام الفرص الاقتصادية عوامل أساسية دفعت بالنساء إلى التغاضي عن صور التطرف لدى أزواجهن أو أولادهن نظراً للحاجة التي تعانيها الأسرة وأن أيجاد البدائل في الوقت الراهن من قبلها يعد محالاً وربما ضرباً من الخيال .
وعليه يمكن القول إن مشاركة المرأة يجب أن تكون متكاملة ولها نشاط في مبادرات مكافحة الإرهاب، والتي تشكل جزءا من جدول الأعمال الشامل لحفظ السلام والأمن.
وأن اختيارها يجب أن يتجاهل المنظور الجنسى في إجراءات وتدابير مكافحة الإرهاب، وكذلك الاعتراف بالدور الهام الذي تلعبه المرأة النشطة المشاركة للوقاية من حدوث الإرهاب مما يضمن استمرار نجاح خطوات مكافحة الإرهاب.
وهنا نلفت إلى أن الاهتمام بالمرأة والنهوض بفكرها من أولويات المرحلة المقبلة، وذلك بعمل دورات تدريبية وندوات ومحاضرات للمرأة لتوعيتها فكريا من خطر الإرهاب والتطرف.
من هنا أرى سرعة وضع خطط منظمة لتفعيل دور المرأة أكثر مما يجب في هذه الأزمة،مع أهمية إدراك دور هذه المرأة في مواجهة الحدث وبطرق وأساليب مختلفة تلائم مكانة هذه المرأة في مجتمعنا.. فالمرأة عنصر إصلاح كبير جداً وعنصر تقويم وتأثير في جميع أعضاء الأسرة إذا أحسنا كثيراً تهيئتها وتوجيهها الوجهة السليمة نحو هذا الدور وهذه المسئولية!!
وعليه يمكن القول إن مشاركة المرأة يجب أن تكون متكاملة ولها نشاط في مبادرات مكافحة الإرهاب، والتي تشكل جزءاً من جدول الأعمال الشامل لحفظ السلام والأمن، مع ضرورة إشراكها في عمليات صنع القرار المتعلقة بتعميم وتنفيذ وتقييم السياسات والإستراتيجيات الخاصة بمكافحة الإرهاب.