قال الشاعر بدر الدين الحامد:
إذا كنت ياهذا قوياً فلا تكن غريراً فكم خيلاً بفرسانها تكبو
المهاتما غاندي له عبارة تقول (ليست القوة هي الحق بل الحق هو القوة) ولكن نظام الولي الفقيه له رأي آخر فهو يرى من حقه أن يتدخل في شؤون الدول الأخرى ويستعرض قوته ليرهب الآخرين، فقبل عدة أسابيع أجرى النظام الإيراني مناورات برية واسعة في وسط إيران لتجربة الصواريخ الباليستية الإيرانية وأجهزة الدفاع الجوي ردا على فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات مادية عليه وهو بذلك يبعث برسالة إلى الرئيس الجديد ترامب أن النظام الإيراني مستعد لكافة الاحتمالات.
يوم الاثنين الفائت بدأ النظام الإيراني مناورات بحرية واسعة تشمل مضيق هرمز ومضيق باب المندب والمحيط الهندي والمياه الدولية في الخليج العربي والبحر الأحمر وهي أيضا تهدف إلى توجيه رسالة إلى الإدارة الأمريكية بعد التصريحات التي أطلقها نائب الرئيس الأمريكي مايك نيس بأن إيران هي راعية الإرهاب في العالم ويجب التصدي لها.
نعتقد أن النظام الإيراني يرتكب نفس الحماقة التي قام بارتكابها صدام عندما تحدى المجتمع الدولي والدول الكبرى وخاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا عندما قام بالغزو العراقي الغاشم للكويت في كارثة غير مسبوقة لازال يدفع ثمنها العالم أجمع بعد انتشار التنظيمات الإرهابية المدعومة من الراعي الرسمي للإرهاب التي تدخل في مرحلة خطأ الحسابات وتقدير الموقف بالنسبة لرد فعل الولايات المتحدة وكذلك المجتمع الدولي على المناورات البحرية الاستفزازية وأيضا على التدخلات المكشوفة لإيران في شؤون دول المنطقة بما فيها دول مجلس التعاون وخاصة مملكة البحرين التي تعاني الأمرين لأن النظام الإيراني يدعي زورا وبهتانا أنها محافظة إيرانية وأيضا حول الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة إلى محافظة وضمها إليه بشكل دائم .
النظام الإيراني أيضا يتدخل بشكل مكشوف في حرب اليمن عن طريق تزويد وكيله الحصري الحوثي بالسلاح والعتاد والمستشارين من الحرس الثوري وحزب الله وباقي المرتزقة وهو هنا أيضا يخطئ الحسابات لأن الانتصارات التي تحققها قوات الجيش اليمني الوطني وقوات التحالف حاليا ستكون صفعة قوية لنظام الولي الفقيه ومقدمة لطرده مع وكيله الحصري من اليمن.
أما التدخل الذي يعتبر احتلالا وتحكما في مفاصل النظام الحاكم في العراق فهو لن يدوم فهناك تحرك خليجي بقيادة المملكة العربية السعودية وكذلك تحرك أمريكي علاوة على رفض غالبية الشعب العراقي لهذا التدخل الواضح في الشؤون العراقية وتصرفات ميليشيا الحشد الشعبي الاستفزازية في الموصل وغيرها من المدن العراقية كلها تنذر بقرب طرد إيران من المشهد العراقي وعودة العراق لأحضان الأمة العربية التي تريد إيران أن تسلخها من محيطها العربي ولكن الفترة القادمة سوف تكون وبالا على النظام الإيراني وسوف تتبخر أحلامه وتتحول إلى سراب بتحويل العراق إلى محافظة إيرانية ونهب ثرواتها.
أما تدخلها المكشوف في الحرب السورية ودعمها اللا محدود لنظام الجزار بشار لن يدوم طويلا لأن روسيا لن تسمح لإيران وأذنابها مثل حزب الله وبقية الميليشيات الشيعية بالبقاء في سوريا وهي اليوم بدأت تحرك قواتها البرية نحو المناطق التي يحتلها حزب الله تمهيدا لاستلامها منه مما ينذر بمواجهة روسية إيرانية رغم التحالف في العلن بينهما ولكن روسيا ترفض المشروع الإيراني في سوريا لأنه يهدد مصالحها في المنطقة.
إن المناورات واستعراض القوة الذي تقوم به إيران على نطاق واسع سواء في البر أو البحر وكذلك تصفيتها للمعارضة الإيرانية من الداخل واضطهاد الأقليات في إيران مثل العرب الأحوازيين والبلوش والأكراد والتركمان وإشعال الحروب العبثية في المنطقة سوف ترتد عليها وتشوى بنيران الحروب التي تشعلها كما يشوي الكباب الإيراني.
نعتقد أن إيران نتيجة لسياستها العدائية سوف تدفع الثمن غاليا كما دفعه من قبلها الطواغيت في المنطقة من أمثال المقبور صدام والقذافي وغيرهم وسوف تجد نفسها تلهث وراء السراب لأن المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة مصيره الفشل الذريع ولاعزاء لأذناب إيران في دول المنطقة وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي.