كان للقاء الذي عقد بين القيادات التنفيذية والعمالية لشركتي النفط اليمنية ومصافي عدن والرئيس ورئيس الحكومة مؤخراً دوراً هاماً وحيوياً في بداية وضع اليد على مكمن الألم المتسبب في إرباك أهم جوانب الحياة الحيوية والتي تبدأ من توفير المشتقات النفطية والطاقة، والتعامل معها باعتبارها مرتكزاً لترتيب بقية الأوضاع الحياتية للمواطن والدولة على حد سواء..
ولعل هذا اللقاء الساخن جاء بعد أن تيقنت القيادة السياسية والحكومة بأهمية التدخل بشكل جاد في وضع حلول جذرية عاجلة من شأنها وضع الأمور في نصابها الصحيح والمجرب، وتكامل كل من الشركتين العاملتين في هذا المجال للقيام بواجبها الوطني المناط بها للإسهام الفعال في خلق الاستقرار وبشكل دائم..
وما أثلج صدورنا هو القناعة التامة بمصداقية القرار هذه المرة لدى القيادة التنفيذية والعمالية للمصفاة حين أشرقت شمس صباح ذلك الاجتماع وقد ارتفعت أدخنة محطة كهرباء المصفاة للسماء إيذاناً ببدء أعمال الصيانة التجريبية في المحطة ودوران عجلة العمل والعطاء لهذا الكيان الاقتصادي الهام.
إن عودة الآلية السابقة التي كانت تعمل بها شركتا النفط والمصفاة في استيراد وتكرير النفط وتوزيعه وبيعه كعمل تكاملي ومسئول بإشراف الدولة، يلزم الجميع بضرورة تحمل تلك المسئولية والقيام بالواجب على أكمل وجه بكل رحابة صدر وثقة بنتائج تلك الجهود بعيداً عن المناكفات التي لا تخدم أحد في المرحلة الراهنة.
استبشرنا خيراً بحكمة ذلك القرار، والذي يتزامن مع المساعي الحثيثة المبذولة من قبل قيادة شركة مصافي عدن في إعادة نهوض هذا الصرح الاقتصادي لتصدر المشهد، والتعجيل في استكمال التجهيزات لتحديث محطة توليد الكهرباء الخاصة بالمصفاة في الأيام التالية والذي بات وشيكاً، كما أن العمل المتواصل والمضني الذي يقوم به المهندسون والفنيون والعمال في الوحدات والورش الإنتاجية لتجهيزها للبدء في عملية التكرير يزيد من الفخر والثقة بأن شركة مصافي عدن لا زالت في عافيتها طالما وأن لديها قوة عمالية معطاءة كانت الرمز الأول للبذل والتضحية في كل الظروف وأصعبها، خاصة حين بدأت الثقة تزداد في إدارة الشركة بالترتيبات والخطوات الجادة بجلب النفط الخام وتوفير مستحقات ورواتب العمال المتأخرة منذ شهور في أوقاتها، وإعادة دوران عجلة الحياة الاقتصادية والاجتماعية الطبيعية كسابق عهدها ولكن بمعنويات أقوى تزيد من الثقة بأن من هذه المصفاة كانت البداية، وهذه المصفاة هي عصب الحياة ونبض عدن الدافق الذي لن يتوقف أبداً.