نهاية الانقلاب
أحمد الشميري
تعيش القيادات الانقلابية أيامها الأخيرة بعد أن فشلت في الاستفادة من كل الفرص التي قدمت لها على صحن من ذهب طوال الفترة الماضية.
لم يعد أمام الانقلابيين سوى خيارين أفضلهما الرضوخ للقرار الدولي 2216 والبدء بتنفيذه وتقديم المطلوبين للقضاء العادل للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب اليمني أو الاستمرار في تعنتها وتمردها على الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام وهو خيار خاسر لا محالة خاصة وأنها تعيش حالة انهيار معنوي ورفض شعبي لسلوكياتها القمعية والعنصرية والإرهابية.
كانت اجتماعات وزراء الخارجية لدول الخليج وأميركا وبريطانيا في قمة العشرين في ألمانيا وبحضور سفير المملكة لدى اليمن محمد سعيد آل الجابر صفعة قوية لأوهام الانقلابيين وأحلامهم البائدة، حيث أن المتابع للقاءات يرى بأن تلك الدول حددت الخطوط العريضة من إثر مخططات الانقلابيين على مصالحهم المستقبلية وحددت السيناريو الممكن للتعامل مع مثل تلك العصابات التي لا تقل خطراً عن تنظيمي "القاعدة" و "داعش" الإرهابيين.
يحاول الإنقلابيون- من خلال الصور التي يبثها وفد صالح برئاسة القربي ودويد من أزقة وملاهي موسكو- صناعة أحلام في أوساط أنصارهم والسعي لإطالة أمد الحرب وترميم صفوف ميليشياتها المفككة عبر الإيحاء أن هناك من سيقدم لإنقاذها لكنها لم تعلم أن تلك الدول التي تتسول على أبوابها تضع في رأس أولوياتها مصلحتها العليا وشعوبها وليس مصلحة عائلة الحوثي أو صالح وبالطبع فإن المصلحة لا يمكن أن تتحقق إلا بعودة الدولة الشرعية التي ستعود منها الحياة والتنمية والبناء والاستثمار لتجد لها ولشركاتها مكانة وبيئة آمنة للعمل معاً.
إن عودة الدولة ليس مطلباً يمنياً فحسب بل توجه خليجي ودولي في الدرجة الأولى نظراً لما تمثله اليمن من أهمية على المستوى الإقليمي والدولي واستمرار الفوضى التي تصنعه هذه الميليشيات الكهنوتية الإرهابية في بلدنا تجعل أمن المنطقة والعالم في خطر ولذا فإن مخرجات قمة العشرين ستكون لها انعكاسات إيجابية على مستقبل الشعب اليمني وعودة دولته بكامل مؤسساتها وهنا يستوجب على الحكومة الشرعية سرعة التحضير لمواكبة والمتغيرات التي ستتبلور في الأمد القريب.
إن القضاء على الإرهاب بكل تنظيماته وتوجهاته ومخططاته المختلفة (القاعدة، الحوثي، داعش) من أولويات الدول الـ18+5 الراعية لعملية السلام في اليمن ومن أهم مخرجات اجتماعات "بون" والذي ينتظرها الشعب اليمني بفارغ صبر.