;
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
د. عبد الواسع هزبر المخلافي

فبراير ذكرى الثورة بين استكمال الأهداف وتساقط أركان الإنقلاب(2) 947

2017-02-14 02:50:26

 الثورة الشبابية الشعبية السلمية اليمنية التي قامت في 11/ فبراير/2011 كانت ثورة مفصلية وتاريخية، كما أنها ثورة تأكيدية تعميدية لثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، جاءت لتكون رأس مثلث الثورات اليمنية، هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي نحتفل هذه الأيام بعيد ذكراها السادس هي رأس رمح للثورتين ورأس حربتهما الموجهة الموجعة في صدور المرتدين عن ثورتي سبتمبر62، واكتوبر63، وأهدافهما الخالدة، جاءت ثورة فبراير لتؤكد أن الإنحراف الجزئي عن تلك الأهداف السبتمبرية والأكتوبرية والوحدوية هو انجراف كلي عن التاريخ النضال اليمني الخالد الذي لا يزال بعض شهوده أحياء يرزقون، وشداؤه عند ربهم أحياء يرزقون، وشاهدوا عصرها حاضرون، فلا عجب ولا استغراب أن أتت هذه الثورة الفبراورية لتدمر القلاع الفخامية التي شكلت الحاجز المنيع بين الشعب اليمني والاستفادة من ثورتيه تلك ومصادرة أهدافها أو شخصنتها وأسررتها وتخصيصها عائليا، ذلك كان هدف ثورة فبراير إسقاط نظام استمر جثومه على رقاب الشعب لأربعة عقود متتابعة وإسقاط رموزه وعلى رأسها الزعامة العفاشية ومن تحالف معها من قبل ومن بعبد ؟! 
⚪ فقد أتت الصدور العارية المجردة من كل قوة إلا قوة الكلمة واللسان والحق وهي اقوى قوة بلا شك ، أتوا على سلطات الحاكم المعمر ونظامه المزعوم ومشروعه الأبدي الموهوم، فحطّمت أحلام الوراثة السياسية والتوريث السلطوي والبيعة للإبن الصاعد الواعد المدلل ، فبفضل هذه الثورة الشاملة وتضحياتها ودمائها وجرحاها توقفت إلى الأبد أظغاث الأحلام والأوهام والخيالات التي كاد يصنع منها البيت العفاشي حقائق ووقائع بأموال الدولة وبجاهها وبجيشها وبسلاحها وبخيراتها ، لو لا أن الله قيض له هؤلاء الشباب والأحزاب الثوار فأتوا بنيانه من القواعد، ثوار عاهدوا الله وصدقوا ووفوا ولا يزالون، آمنوا بالله وبوطنهم وبحق التغيير واقتلاع الأصنام البشرية من جذورها العميقة فزادهم الله إيمانا وهدى وتوفيقا وثباتا وصبرا وتضحية ومرابطة ونصرا، فأصبح الزعيم المستهدف في زمرة المخاليع، ومهان مع المهانين، قد رمى به ابسعب الثائر في مزبلة التاريخ اليمني الأسود مع الطغاة والجبابرة والبغاة والبرابرة وأهل الاستبداد السفهاء وساء أولئك رفيقا في الدرك الأسفل من الحياة الدنيا قبل ما ينتظره بعدها وهو الأشد والأنكى والأخزى. 
⚫ هذا الزعيم الموهوم بالسيطرة والبيع والشراء والبعثرة بالوطن اليمني الأرض والإنسان والمقدرات والإمكانات لما يقارب من أربعة عقود ولا زال ييغي في الأرض فسادا وإفسادا ظارا، أكل في حياته وفترة رئاسته المتكررة الكاذبة الخاطئة ومعه حاشيته وعفافيشه حزب الهش والنش والبش وحملة الفحم والبخور والمباخر طيلة تلك العقود السود البائدة، هؤلاء جميعا أكلوا خضراء اليمن السعيد ويابسه كالجراد المنتشر في العهد الآشر وأهلكوا الحرث والنسل، وساقوا الشعب اليمني بالعصي والهراوات والحديد والنار نحو الهاوية المحققة، وأعدوا لكل محافظة أخدودا ومحرقة، وسندانا ومطرقة، وحبلا ومشنقة، وحكموا على خير شعب يمني أخرج للتاريخ بالذل والحقارة والشقاوة والمهانة، وجعلوا أعزة أهله أذلة ، وسعادته وحضارته وتاريخه الأبيض أسْوَدا مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا .
🔴 لذلك جاءت ثورة 11 فبراير 2011 السلمية بشبابها وبشعبيتها وبأحزابها وعقلائها وبمواطنيها لتنفخ أصوارها ونواقيرها إيذانا منها بانتهاء عهد هذا الكائن المنفوخ المصنوع محليا وإقليميا وتدشينا منها لبدء أول أيام قيام قيامته السوداء، ودق آخر إنذار في ناقوص حصانه وحصونه وقصوره وعروشه، ومواكبه ومراكبه وتكسير مناكبه وإغلاق مصادره ومنابعه فكان لهذه الثورة ما أرادت. 
◀يتبع3⃣

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد