مثلت ثورة11 فبراير نقطة ضوء في حياة اليمنيين، منها انطلقت تباشير الأمل والحرية، أتت في مرحلة ضاق الشعب ذرعاً بمن يحكمه، وخرج الشعب في كل المدن اليمنية يهتف برحيل صالح وقبح نظامه، توحدت الغالبية العظمى لاجتثاث هذا الكابوس الجاثم على صدر الشعب زمن، والمتجذر العابث الذي لا يرحم فقراً ولا مريضاً، عاش الترف وشعبه يتذوق العلقم والقرف، فبراير وحدت الشعب حتى أن صالح وحزبه اختفى، لأنه يدرك عدم صموده أمام هتافات السيل الشعبي الجارف، توحد الهدف والمشروع على أساس اجتثاث نظام الفساد والاستبداد، وتحقيق حياة كريمة يصبو إليها الجميع.
استمر الشباب في الساحات والميادين بصدورهم العارية يهتفون برحيل الفساد وينشدون المستقبل والأمل والتنمية وفجر مشرق فيه يصبح وجه اليمن باسماً، استشهد حينها في الساحات والميادين وجرح منهم من جرح، ولازالت شواهد جريمة جمعة الكرامة إلى اليوم، لم يثهم ذلك عن مواصلة المشوار والحلم الذي يسعون إليه المتمثل بالدولة المدنية الحديثة..
حاول صالح بحماقة مراراً وتكراراً إلى الاحتيال على الثورة وسعى إلى ذلك كثيراً وهو مالم يتحقق، كان ذلك من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الذي أراد صالح وفاسدوه أن تكون فخاً، ولم يكن جاداً حينها لأنه اتضح- من خلال حماقته وخبثه- بعد أن انكشفت عورته لدى الجميع وتم تعريته، فقد وضع العقبات وحاول أن يعود للمشهد من خلال الاتجاه إلى مربع الانقلاب، واستخدام جماعات ومليشيا لإقلاق السكينة وبث الرعب والخراب، حاول انتزاع السلطة بالقوة باستخدام السلاح والعتاد والقصف واستهداف كل معارضيه، وفتح السجون والتحالف مع المليشيا الحوثية لممارسة القتل والخراب والتفجير لإرعاب الناس الذين وقفوا في صف الشرعية، وأبدوا عدم الاعتراف والقبول بالانقلاب على مؤسسات الدولة، خرج الشعب مره أخرى بالرغم من القمع من الانقلابيين يهتف بالشرعية ويندد بالانقلاب واستمرت طويلاً، اتجه صالح ومن خدعوا به إلى خوض الحرب واستخدام كل إمكانيات الدولة، سقط الشهداء تلو الشهداء المدافعين عن ثورتهم ووطنهم المسروق.
وإلى اليوم يستمر الهم الوطني هو الغالب والأقوى حاولوا جر الوطن إلى مربع العنف والحرب الأهلية وهذا ما لم يتمكنوا منه محاولين التتويه للقضية والمصير وبإصرار الشباب الأخيار على استمرار الثورة حتى تحقق الأهداف وإزاحة الكابوس والقبح الانقلابي المتوحش مهما كان الثمن.
ما يجري اليوم هو امتداد لثورة فبراير مهما حاول البعض التسويق وبث شائعات الفرقة والتتويه فالمسار والهدف منذ فبراير إلى اليوم واحد.
ستبقى فبراير حلمنا، ستبقى متوهجة فكراً ونضالاً وسلوكاً، كانت ولا تزال إلى اليوم تخوض أبجديات هدفها المرسوم إلى أن تصل إلى مرفأ النهاية لتعود بالوطن إلى الشعب والذي يحاول الانقلابيون العودة مجدداً إلى مربع الحكم وهذا محال.