بين أن تراها "الناعسة" وهي تخلد إلى الراحة في الليل.. تبدو أحياء المدينة منذ الغداة إلى ساعات النهار مشتملة.. صورة بهيجة لحياة أجمل!!
وحدها عدن تهب لنا هذه "الروح" في نسق من الزمن الممراح.. ليس آخره لحن الموج الذي يسري بقوة كلما سكن الليل عند الأحياء القريبة من البحر!!
كانت المدينة ركنا يأوي إليه المبعدون.. وهي عدن قبلة الوافد القادم من الآفاق..
يقرأ اليمانيون في سفر التاريخ أن المدينة جادت بثلاثة أوقات لأهل اليمن لم يكن ليكسبوا فيها إنجازاً لو لم تكن عدن الحاضنة والمضيافة!!.
-لجأ إليها الأحرار الذين نكل بهم الإمام يحيى في شمال اليمن كالزبيري والنعمان والموشكي وانطلقوا من المدينة يعدون للثورة حتى تحقق لهم النصر!..
- شهدت عدن إعلان الجمهورية اليمنية في 22 مايو المجيد، بعد أن لجأ إليها طابور كبير من القيادات العليا لدولة ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية.
- لجأ إليها "أحرار الشرعية" الذين نكل بهم (الإمام الجديد)، عقب انقلاب الحوثي- صالح على الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، وأصبحت عاصمة مؤقتة تدار منها شؤون الدولة اليتيمة الواحدة وما تزال..
كذا هي عدن.. كما كانت من قبل محطة لتعايش أفكار وثقافات واديان.. افتتن بها من شغفوا بحب الأسفار، فجاءوا إليها زوارا وتجارا من وراء البحار أمثال رامبو صاحب (المركب النشوان)..
أجمل ما في المدينة اليوم تلك القيادة الشابة التي تقود المحافظة وتنتمي إلى الحراك السلمي الجنوبي والخاضعة لسلطة الرئيس هادي والحكومة الشرعية!!
مررت بشوارع مدينة الشيخ عثمان عند "الغلس".. قبيل المغرب.. فرأيت أسواق المدينة تزدهر.. وتبدو الحركة دائبة ورواج "الباعة" لبضائعهم لا ينقطع.. حيث تعرض أسعار مناسبة في أسواق الفواكه والخضروات والأسماك.. ولعل الشارع الممتد من أمام "مقهى الشجرة" الشهير باتجاه مكتب السلطة المحلية والشارع الآخر الذي يمتد باتجاه مسجد النور مثالا لحركة بيع مزدهرة منذ قبل المغرب إلى ما بعد العشاء..
كما يبدو "سوق الحراج" في شارع المدينة الرئيسي في الذروة من الرواج والعرض..
وأروع ما يمكن للمشاهد التقاطه عند أسواق الخضروات والأسماك تلك الابتسامة المرسومة على وجوه المواطنين الذين يبتاعون أشياءهم الضرورية التي يستهلكونها يوميا بأسعار مناسبة في كثير من الأوقات..
نعم.. رأينا عدن تبتسم عند الغلس وهي تسبح في أجواء من الأمن والسلام.. وحركة أسواقها الشعبية تستقطب المواطنين بصورة مذهلة.. مما يدل على أن المدينة تعود مجددا لحركة اقتصاد مزدهرة.."وعاد الزمان..وعادت عدن"!!