قال الشاعر الفرزدق:
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
لقمان الحكيم له عبارة تقول (ثلاثة يعرفون بثلاثة: الشجاع في الحرب والكريم في الحاجة والحليم في الغضب) والانتصارات الأخيرة لقوات الشرعية اليمنية وقوات التحالف التي أسفرت عن تحرير مدينة المخا وميناء المخا تؤكد أن هذه القوات تتصف بالشجاعة والإقدام والإصرار على استكمال تحرير اليمن من الفئة الباغية وهم الحوثيون وأيضاً ميليشيات علي عبد الله صالح التي ترفض أي مساعي للسلام وتكابر وتعاند وتراوغ حتى تحتكر السلطة والحكم في اليمن وتنفيذ أجندة نظام الولي الفقيه في تحويل اليمن إلى محافظة إيرانية.
لاشك أن تحرير مدينة وميناء المخا يعتبر إنجازا كبيرا وهو مدخل لتحرير بقية التراب اليمني وطرد المرتزقة إلى الكهوف التي كانوا يعيشون فيها ومحاكمة كل من تلطخت يده بالدم اليمني وفي مقدمتهم المجرم علي عبدالله صالح وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.
إن الجيش اليمني اليوم يتكون من 100 ألف جندي تم تدريبهم في معسكرات قوات التحالف وتزويدهم بأحدث الأسلحة الفتاكة ولهذا استغرقت حرب اليمن وقتا طويلا لأن جيش اليمن النظامي كان عبارة عن ميليشيات يقودها المخلوع علي عبدالله وانشق البعض منهم وكانوا نواة الجيش اليمني التابع للشرعية اليمنية الذي يمكن الاعتماد عليه حاليا في تحرير العاصمة صنعاء التي سقوطها سوف يكون سقوطا لأذناب إيران ونهاية لحرب اليمن الشرسة.
عندما نقول إن السيطرة على مدينة وميناء المخا هو مطلب دولي لأن ميناء المخا هو الأقرب لباب المندب وهو يمثل تهديداً لحرية الملاحة وتدفق الإمدادات من النفط للعالم لو استمرت قوات الحوثي وميليشيات علي عبدالله في السيطرة عملياً وهي أيضا المنفذ البحري لتهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين التي تستخدم في قصف الأراضي والمدن السعودية الحدودية وما يسببه ذلك من كوارث.
أيضا السيطرة على الساحل الغربي هو مقدمة لفك الحصار عن مدينة تعز التي هي مدينة إستراتيجية، حيث هي بوابة الشمال للجنوب وبوابة الجنوب للشمال وتحريرها سوف ينقذ مئات الآلاف من اليمنيين من وضع مزرٍ وكارثي وجحيم لا يطاق فهم تحت الحصار منذ بداية الحرب.
نأمل ونتمنى أن تكون الانتصارات التي تحققها قوات الشرعية اليمنية وقوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في الساحل الغربي هو مقدمة لوضع حد لحرب طاحنة تستنزف موارد السعودية ودول مجلس التعاون المشاركة في الحرب وتجبر الحوثيين على الجلوس على طاولة المفاوضات والقبول بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار 2216 الصادر من مجلس الأمن وقطع يد إيران التي تحاول أن تعبث باليمن وتسيطر عليه من خلال وكيلها الحصري الحوثي وأن يعم الأمن والاستقرار اليمن ودول الخليج.
