عملية «الرمح الذهبي» التي تجري الآن باليمن، عمل مميز سريع ومنظم ومحترف، على الساحل الغربي اليمني، ساحل البحر الأحمر.
الهدف من هذا العمل المغطّى بالقوات الجوية للتحالف العربي، والقطع البحرية التابعة للتحالف، هو تحرير باب المندب، وكل الساحل الغربي التهامي، وصولا إلى الحديدة ثم ميناء ميدي القريب من الحدود السعودية.
من أجل ذلك أصاب النزق جماعة الحوثي وجماعة المنتقم علي صالح، وأصدرتا مساء السبت الماضي تحذيرًا جنونيًا، لكل السفن الحربية، أو حتى التجارية، بعدم المرور دون أخذ الإذن من سلطات الانقلاب، وإلا فالقصف مصيرها! كما جرى للسفينة الإماراتية قبل فترة.
باب المندب وتأمين الملاحة في البحر الأحمر، هو أمر حيوي حساس، لكل الدول المطلة على البحر الأحمر، بل لحركة التجارة العالمية قاطبة. ومعلوم كيف تسعى إيران، بدأب ومراوغة، للهيمنة على مضيقي هرمز وباب المندب، الأخير من خلال الوكيل الحوثي.
باب المندب هو الحلقة المتممة لقناة السويس، الممر الملاحي العالمي، المهم لمصر، خاصة بهذه الظروف، لذلك أعلن مجلس الدفاع الوطني في مصر، عن تجديد المساهمة المصرية الفاعلة في عمليات عاصفة الحزم، لتحرير اليمن، من خلال القطع البحرية المصرية، وأيضًا الطيران الحربي.
مجلس الدفاع الوطني هو أعلى سلطة أمنية عسكرية في البلاد، به رئيس الدولة والحكومة مع وزراء الداخلية والدفاع ورئيس الأركان ورئيس المخابرات العامة ومدير المخابرات الحربية.
والمجلس شدد على تأمين باب المندب، تحديدًا، والملاحة في البحر الأحمر، واستعادة الشرعية اليمنية الدولية.
قناة السويس تؤمن لمصر العملة الصعبة، وتمّر بها إمدادات البترول، والبضائع التجارية من الشرق للغرب.
كل هذه الأمور، تكشف عن القضايا الحقيقية والقضايا المزيفة، ومن هذه الحقائق ترابط المصالح السعودية، والخليجية، مع المصالح المصرية، في الملفّ اليمني، وأن المشاركة المصرية، في اليمن، ليست «مجاملة» للسعودية، كما يقول بعض «التافهين» أو المغرضين، في الجانبين المصري والسعودي، من نشطاء السوشيال ميديا، والميديا التقليدية نفسها.
كما قلنا مرارًا، الحذق يقتضي من صاحب القرار، أيًا كان، تعظيم المصالح المشتركة، والبناء عليها، وتقليل الخلافات وحلها، أو تأجيلها.
تحرير اليمن، تأمين الملاحة، طرد النفوذ الإيراني من البحر الأحمر، هو مصلحة جامعة بين دول التحالف العربي، وفي مقدمتها مصر.. مصلحة تعلو على كثير من التفاصيل الأخرى، بالإذن من شتامي مصر في السعودية، وبقية الغوعاء في الجانب اللا مسؤول، في مصر.
أهل القرار في الرياض والقاهرة، عند لحظة الحقيقة، يعلمون لبّ الأمر... وقشره.
"الشرق الأوسط"