جمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية في تعز، هي محضن العلم والعلماء في هذه المحافظة بلا منافس ولا من ينازعها الريادة، هي بيت الحكمة والحكماء بحق وحقيقة، محضن للعلم والعلماء بجدارة وأولوية، تمثل بيئة للعلم والعلماء بكفاءة، هي كذلك لأنها مؤسسة رائدة ذات رؤية واضحة ورسالة خالدة وإدارة مؤسسية بامتياز، هذه الجمعية المُعاذية المؤسسية تتسع لهذه الأوصاف من حيث الكيف والكم والوصف والحجم والعدد وطبيعة المخرجات على مدار العقود السابقة، ولا يكون الصواب قد جانبني إن قلت هي كل ما تحمل تلك الأوصاف من معان، ويتجدد عطاؤها كلما تجدد الزمان واتسع المكان واحتاج الحال..

 يوم الخميس ٢١/ ربيع الآخرة / ١٤٣٨ه / الموافق ١٩/ ١/ ٢٠١٧م، كنا في ضيافة (كلية المهارات) التي تقع في قلب المدينة الثائرة ومجمع دار القرآن الكريم المشهور، وكانت جمعية معاذ العلمية على موعد مع كوكبة خاصة من علماء ومشائخ العلم من الصف الأول الأصيل، وتلامذتهم علماء الصف الثاني من أبناء مدينة العلم والعلماء والثقافة والواقع والحقيقة وليس الحالمة، في ملتقى علمي عُلمَائي ربّاني لأهل العلم الشرعي من الرجال والنساء على السواء، علماء وعالمات من أبناء هذه المدينة الثائرة، التقوا على مائدة فيها ثمرة الكتاب الذي كانوا يعلِّمُونه ويتعلّمُونه، والذي كانوا يدرسونه ويتدارسونه في تلك المدة ولا يزالون كذلك، علماء ربانيون، وربيِّون علماء، علماء فاعلون صاعدون، فما وهنوا وما ضعفوا لما أصابهم ولكنهم ازدادوا قوة وعلما وإيمانا. 

قال تعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، وقال -صلى الله عليه وسلم: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين). ومن هذين المنطلقين الشرعيين " تأتي أهمية هذا الملتقى النوعي التخصصي للعلماء كي يتسنى لهم الوقوف على واقع العلم الشرعي في مدينة تعز والطموح الذي يراد الوصول إليه، ودور العلماء في تحقيق ذلك، من خلال تفعيل واستيعاب محاضن العلم الشرعي بشتى أنواعها، مع إمكانات الاستفادة من البيئة المجتمعية والمادية. وبناء على ذلك فقد حرصت جمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية على الإسهام بهذه المهمة الجليلة، بإقامة ملتقى معاذ العلمي للعلماء، والذي تأمل من خلاله إلى تفعيل وتطوير أداء العلماء فيما يسد حاجة المجتمع في مجال العلم الشرعي" كما جاء في أدبيات الملتقى والورشة. 

ولهذا جاءت أهداف هذا الملتقى للعلم الشرعي للعلماء واضحة ومحددة وهي ثلاثة:

الأول: معرفة واقع العلم الشرعي في محافظة تعز. 

الثاني: تحقيق التواصل بين العلماء بما يكفل تأهيلهم والاستفادة من خبراتهم.

الثالث: تفعيل دور العلماء للقيام بواجبهم الشرعي .

تشرِّف الملتقى بحضور كبار علماء مدينة تعز الإجلاء المتواجدين حالياً في المدينة الشيخ/ عبد الرحمن قحطان، الشيخ/ عبد الملك داوود، الشيخ/ فاضل محمد عبد الله، الشيخ/ سعيد بن سعيد، الشيخ/ علي القاضي، الشيخ/ محمد علي إسماعيل، الأستاذ/ عبد الحافظ الفقيه، بل هم المشرفون حقاً على هذا الملتقى ومخرجاته، أولئك العلماء الذين جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وبألسنتهم وبأقلامهم وبجهودهم وأوقاتهم على مستوى منازلهم ومدارسهم ومساجدهم بالدراسات والحلقات العلمية الثابتة، وبالخطب والمحاضرات والتوجيه والإرشاد. 

وفي مجال مقارعة الملحدين والبغاة والطغاة أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ورابطوا في ساحات الحق والثغور والسجون والمعتقلات، فكانوا هم أصحاب الشجاعة والإقدام والثبات والإصرار والصبر والمصابرة والمرابطة، فلا غرابة أن يكونوا محاضن العلم الشرعي بحق وحقيقة، وتلك القلاع الحصينة للدين التي تكسرت على جدرانها قوى الشر والكفر والإلحاد والضلال.. وقدموا الخدمة الكاملة للعلم ولطلبته في كافة مرافق الدولة العامة والمجتمع، وفي مرافق جمعية معاذ العلمية ودور علمها في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية وفي مراكزها للعلم الشرعي المتخصص بصفة خاصة، أفنوا أعمارهم حتى كبروا وشاخوا واشتكوا أوجاعهم وصحتهم وهم يبلغون رسالة ربهم إلى الأجيال ويحفظون المجتمع والدين والأخلاق حتى يومنا هذا ولم يخافوا في الله لومة لائم، أصلح الله أحوالهم وأحسن ختامهم في الدين والدنيا والآخرة. 

وكذلك اشتمل الملتقى على حضور كوكبة من طلبة العلم الشرعي وطالباته المستهدفين، وهم الذين درسوا العلم الشرعي المتخصص في حلقات متتابعة على مدار سنين عديدة، وتخرجوا على أيدي هؤلاء العلماء الأبرار، فأصبح اليوم الطلبة باحثين متخصصين وعلماء أجلاء، والطالبات أصبحن باحثات متخصصات في العلم الشرعي وعالمات فضليات وفقيهات نادرات، وكلهم يمتلكون إلإجازات العلمية من مشائخهم في ممارسة العلم الشرعي النوعي بفروعه في المجال، وبينهم كوكبة من حملة الدكتوراه الأكاديميون العلماء المتخصصون في العلوم الشرعية أيضا، وكذا في العلوم التخصصية ذات العلاقة بمنهجية وعلمية وموضوعية. 

◀يتبع2⃣