;
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
د. عبد الواسع هزبر المخلافي

المنافقون وصناعة الإرجاف من العيار الثقيل! الخامسة والأخيرة 1044

2017-01-18 02:37:06

قال تعالى: [ومِمّن حَولَكم من الأعراب منافقون ومِن أهلِ المدينة مَرَدُوا على النفاق لا تعلمُهم نحن نعلمُهم سنعذبهُم مرّتين ثمّ يُردّون إلى عَذاب عَظيم]" التوبة: 101"، وقال تعالى: (لئِن لمْ ينته المنافقون والذين في قلوبهم مَرضٌ والمرْجِفون في المدينة لنغرِينّك بهم ثمّ لا يُجَاورُونك فيها إلا قلِيلاً) الأحزاب: 60".
هؤلاء المنافقون تجدهم أحياناً يقاتلون في صفوف القضية العادلة، لكن لمآربهم الخاصة، يدَّعون التمسك بالشرعية لكنهم يحاولون تفكيك ذلك الرباط لصالح الأعداء الأسياد، يحملون السلاح ويعشقون التخندق، لكنهم يبطنون العداوة والبغضاء والكراهية للمجاهدين المخلصين والمقاومين الوطنيين ويظهرون التشدق، علامة ذلك أنهم عندما لا تتحقق بعض مصالحهم، ولا ما يطمحون إليه كما ينشدون ويسعون، فربما يصرّح بعضهم بما يخالف توجه القيادة الحاسمة والقادة العازمون، ويوعدون ويهددون بحرب شاملة بعد الانتصار المنتظر، فليس الانتصار للحق عند هؤلاء غاية أو هدف ضرورة التحقق، وإنما الانتصار هو انتصاراتهم هم ونجاح خططهم وتحقيق مقاصدهم، فيتحدثون عن حرب أخرى ستطال الجميع دون استثناء حسداً وحقداً من عند أنفسهم، يتحدثون عن حروب أخرى مهددة، لمن هذه الحرب؟، ولماذا؟ وكيف؟ وما مسوغات ومبررات ذلك؟ هم الذين يعلمون فقط لا غيرهم؟!
هكذا تبدي أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر وأكثر، خصوصا لمّا يرون أن غالبية المجاهدين والمقاومين لا يطمئنون لهم ولجاهدهم ولمقاومتهم بسبب حركاتهم المشينة المريبة في الأوساط؟ وما يبدونه عند المواقف الحاسمة من مكر وخدع وتخذيل وإرجاف وتعويق وتثبيط، ولهذا قال أجدادهم وأسيادهم قديماً وقد سجلها القرآن لهم وعليهم [لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل..] ويقصدون بذلك أن طائفتهم هم الأعز وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- وأتباعه هم الأذل، وهذه هي مدرستهم في كل زمان ومكان، فهذا هو الإرجاف المهدّد والمخيف والتخذيل الثقيل الذي ينظر إلى المستقبل بالعين السوداء ويقطع الأمل في تحقيق الإصلاح في البيت الإسلامي وبين ذات البين؟-
المنافقون هم شخصيات لهم حساباتهم وتخطيطاتهم الخاصة بهم في المجتمع والتي تحفظ مكانتهم، وتخدم هيئاتهم الحزبية الرسمية والشعبية، لكلماتهم سماع ولآرائهم ورواج، ولقراراتهم انتشار وتطبيل وإعلام، ولهيئاتهم وجاهة، ولأجسامهم هيبة، ولمناظرهم رهبة، ولحركاتهم تأثير، كأنهم خشب مسندة، وجذوع الأشجار كبيرة قائمة، وعند الحقيقة وملاقات الحق هم جبناء خوَرَة بلا إيمان، ولا ثبات، ولا شجاعة، ولا إقدام، فليس لهم في الحياة قضية، ولا يهمهم من الحياة إلا أنفسهم وأهواؤهم ومصالحهم (وطَائفة قدْ أهمّتهم أنفسَهم يَظنون باللّه غيْر الحَق ظنّ الجَاهلية).
قد يتحول هذا إلإرجاف والتخذيل، وتلك العمليات الإرباكية في المعارك المصيرية إلى تصفيات لشخصيات غير مرغوب بها خدمة للعدو الأصل، إلى اغتيالات لقيادات ميدانية مرموقة لها باع في القتال ومواقف مشرف وصانعة للبطولات، التخلص من المخلصين من وراء ظهورهم، وهم يبيتون ذلك بترتيب مسبق، أي التخلص من قيادات فاعلة سيكون لها حظها الوافر وسمعتها الطيبة وتأثيرها الإيجابي في حياة الناس بعد أن تضع الحرب أوزارها، يصنعون ذلك في أثناء المعارك من داخل الصف المقاتل، طبعا هذا النفاق والإرجاع هو من العيار الثقيل، لأن فيه الخيانات لله ولرسوله وللمؤمنين المجاهدين المقاومين الوطنيين المخلصين، وفيه مشاقة ومحاداة لله ولقضايا الوطن وللدين وللأرض وللعرض وللكرامة وللعيش الحر الكريم.
هذا الصنف من المنافقين ممكن يتركك في أول المعركة، في أثناء جريان وسريان المعركة، في نهاية المعركة وهي على قاب قوسين أو أدنى، ممكن يبيعك جملة وتفصيلا للعدو، ممكن يتخابر مع الأعداء، وينسق معهم لمصلحة ما، ممكن يسهل جهات من المعركة للأعداء، ممكن يقلب الأمور عليك رأساً على عقب، ممكن يدل على مواقع المجاهدين والمقاومة، وممكن يسرِّب أسرار خطيرة ومدمرة ومهلكة، بالإمكان يكشف الخطط العسكرية والأهداف والإستراتيجية القادمة والتوجهات ذات الحجم الثقل، ممكن يصحح للعدو الأهداف داخل صف الجهاد والمقاومة، وصدق الله [ولكن المنافقين لا يفقهون]، [ولكن المنافقين لا يعلمون]، (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية).
أستاذ مشارك- كلية الآداب- جامعة تعز 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد