قال الشاعر جرير: قل للجبان أذا تأخر سرجه.. هل أنت من شرك المنية ناجي؟
يقول المثل الياباني (يموت الجبان مراراً في حياته وأما الشجاع فيموت مرة واحدة)، وهذا حال الجزار بشار الذي يشن حرب إبادة على شعبه بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ولكنه لا يطلق ولو طلقة واحدة على سلاح الجو الإسرائيلي الذي يحلق متى يشاء فوق العاصمة دمشق وحتى فوق قصره ولا يستطيع أن يحرك ساكناً.
بالأمس حلقت طائرات إسرائيلية فوق مطار المزة السوري في قلب دمشق وقصفت مافيه وتصاعدت ألسنة النيران وسحب الدخان من المنشآت الحيوية في المطار وطبعا الإعلام الرسمي السوري لا يغطي إلا اخبار حلب وحماة وحمص وإدلب ودير الزور حيث تهاجم الطائرات السورية والروسية ومنظر الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن وهم تحت الأنقاض وطبعا التلفزيون السوري يعرض الأغاني الوطنية احتفالا بانتصارات وبطولات الجزار بشار الذي ينطبق عليه المثل القائل (أسد على وفي الحروب نعامة).
الملفت أن من أعلن خبر الغارة الإسرائيلية على مطار المزة السوري في دمشق هي وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء حيث ذكرت أن سلاح الجو الإسرائيلي قام بغارة لتجربة الطائرات الإسرائيلية أف 35 وهي أحدث طائرات استلمتها إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية ولم تستلمها أي دولة عربية إلى الآن وذلك لضمان تفوق سلاح الجو الإسرائيلي على كل أسلحة الجو العربية.
إن الغارة الإسرائيلية تؤكد أن المخابرات الإسرائيلية والروسية وكذلك السورية يوجد بينها تنسيق على مستوى عال ليس في مجال سلاح الطيران فقط ولكن في كل المجالات العسكرية فنجد أن الطيران السوري والروسي يقصفان بوحشية مدن سورية وفي مقدمتها حلب بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية ولكن لا تستطيع ذبابة وليس طائرة سورية أن تقترب من هضبة الجولان التي هي أرض سورية احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة في سنة 1967.
لا يخفى على أحد أن من سلم هضبة الجولان لإسرائيل بدون أي مقاومة أو حرب هو الراحل حافظ الأسد عندما كان وزيراً لدفاع الجمهورية السورية بما يعرف في حرب وهزيمة حزيران سنة 1967 أيضاً بالتنسيق مع الاتحاد السوفيتي آنذاك عندما خدع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بوجود حشود إسرائيلية على الحدود السورية فكانت الشرارة في اندلاع الحرب واحتلال إسرائيل لسيناء والجولان وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية فالمؤامرة الروسية السورية على الدول العربية قديمة وتعود إلى حرب سنة 1967.
إن الجبان هو الذي يشن حرب إبادة على الشعب السوري البطل ويكون أسداً عليهم ويترك بلده وأرضه مستباحة من كل الدول التي تحتل سوريا وهي إسرائيل وروسيا وإيران وأذنابها من حزب الله وبقية التنظيمات الإرهابية الشيعية ويطلق على نفسه جبهة المقاومة والممانعة وطبعا كل الأوراق باتت مكشوفة فلم يعد هناك مؤامرة بل محورا للشر تقوده روسيا وحليفتها إيران بالتنسيق مع إسرائيل للسيطرة والهيمنة على المنطقة.
يصادف يوم الأحد الموافق 15 يناير الجاري الذكري الـ 11 لرحيل الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير القلوب رحمه الله وطيب ثراه، حيث كان الحاكم رقم 13 من حكام الكويت وامتدت فترة حكمه 28 سنة شهدت فيها الكويت انطلاقة ونهضة في كل المجلات وقد شهدت الكويت أثناء فترة حكمة كارثة الغزو العراقي الغاشم للكويت ولكن بسياسته الحكيمة وحنكته ونظرته الثاقبة استعادة الكويت وتحريرها من براثن نظام المقبور صدام وكانت كلمته الشهيرة الكويت باقية والأشخاص زائلون ونستذكر بكل الفخر والاعتزاز إنجازات الراحل الكبير التي ستبقي محفورة في أذهان الشعب الكويتي فهو من الرجال الذين تنطبق عليهم الآية الكريمة (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) وعزاؤنا أن الراحل الكبير الشيخ جابر الأحمد رحمه الله يسكن في القلوب فالخالدون يرحلون بأجسادهم ولكن تبقى ذكراهم العطرة وإنجازاتهم الرائعة شاهدة على الزمن الجميل الذي من المستحيل أن يتكرر.