;
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
د. عبد الواسع هزبر المخلافي

طابور الإرجاف والتخذيل والتثبيط والإرباك؟! (6) 903

2017-01-03 02:38:59

قال تعالى: [ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ]"عمران: 154"، وقال تعالى: 
(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) (وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ ۚ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ) " الأحزاب: 12، 15". 
ومن مشاهد طابور النفاق والإرجاف وأمثلته في الواقع القديم والحديث في ساحة المؤمنين الذين يجاهدون في سبيل الله ويقاومون الباطل وحزبه هذه الصنائع التثبيطية والتخبيلية في الخطاب والقول والتعامل والفعل وقد سبق أولا، وهذه ثانيا وما بعدها.
ثانياً: (لا مُقَامَ لَكُم فارْجِعُوا) : فهذه طائفة [لا مُقَامَ لَكُم فارْجِعُوا]، طائفة مهمتها أنها تزرع اليأس والقنوط والخذلان والإرباك في نفوس المقاتلين الصامدين كلما رأتهم أقوياء عازمين على تأديب الأعداء، تأتي هذه الطائفة بهذه الأقوال والأفعال تحت شعارات ومقولات مقيتة ومميتة من مثل: ما في فائدة في هذه الحرب، المعركة خاسرة، لستم من المنتصرين ولا من الفالحين، الأعداء عندهم خبرات وتدريب، وهم جيش رسمي، ويمتلكون السلاح النوعي والحديث، فلا نقدر عليهم، بينهم خبراء من الخارج ومشرفون وقادة محترفون، لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، لا تضحوا بأصحابكم وأفرادكم بلا عائد ولا فائدة، لن ننتصر أبداً ولا تحملوا أنفسكم فوق الطاقة والله تعالى قد قال: [لا يُكلِّف اللَّهُ نفسًا إلا وُسْعَهَا]، وهكذا يمتهنون الدعاية والإشاعة لتهويل قوة الغير ومددهم وعددهم، وأن النصر حليفهم، وتهوين لقوة المجاهدين المقاومين وعددهم وعدتهم وأن الانكسار حليفهم، يطلقون الأحكام الاستباقية بما يشبه الحرب النفسية الممنهجة مع فارق امتلاك وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والالكترونية في هذا العصر.  
هذه الطائفة المنافقة تفتعل أخبار مزعجة للمجاهدين المقاومين، مثبطة ومخذلة لعزائمهم في أثناء الاستعداد والجاهزية للمعاوكة، وفي أثناء جريان المعركة، تأتي عبر وسائل اتصالاتها فتستبق بصناعة أنباء وأخبار تتحدث عن كوارث، وخسائر، ومجازر حدثت في صفوف المجاهدين، ومنيت بها المقاومة للتو في مواقع أخرى فانجوا بأنفسكم يا قوم فإن أصحابكم قد انهزموا في مكان كذا، ومكان كذا، وهناك انسحابات واستسلامات وقتل وأسر وتقدم للعدو، وهكذا، وهؤلاء هم دعاة الانسحاب والانسحابات من أرض المعارك والعودة إلى البيوت، لأن ما سيتحقق للمجاهدين من انتصارات ليس في صالحهم، ولا في صالح أسيادهم، ولا تعجبهم لا من قريب ولا من بعيد، وإن كان المرجفون هؤلاء من حيث الجملة أمة واحدة على المستوى النظري من ضمن أفراد المقاومة أو من خارجها، فهؤلاء هم طائفة [وإذ قالت طائفة منهُم يَا أهْلَ يَثربَ لا مُقَامَ لَكُمْ فارْجِعُوا] "13". 
ومن إرجافهم وتخذيلهم وإرباكهم للمشهد على الأرض تسخير الجو العام القتالي لصالحهم ولصالح أعدائهم الذين يوالونهم، بأنهم يصنعون الانتصارات على الأرض، ويأتي هذا على مستوى تصريحاتهم وإعلاناتهم وإعلامهم، وعن طريق جواسيسهم وعيونهم واستخباراتهم قبل أن تبدأ المعركة بساعات أو بيوم، أو في أثناء سريان المعركة، وذلك من أجل تهبيط معنويات المؤمنين، وتثبيط همم المجاهدين، وتخبيل قوى المقاومين، وكي يوهموا جمهورهم وأتباعهم وأسيادهم وأوليائهم بالانتصار الموهوم، هذا إن اشتركوا في القتال فيحاولون يخذلون أهل الحق من أن يسجلوا أي انتصار، وفي ذات الوقت يتواصلون مع عدوهم ويسجلون عنده تقدم قواتهم وسيطرتهم على مواقع جديدة من الأعداء كما يزعمون ، وكذلك العمليات النفاقية للاستهلاك المحلي والعالمي وتكوين رأي عام حول مقدرتهم وقوتهم في الواقع وصلاحية بقائهم وإمكانية استمرارهم. 
أستاذ مشارك- كلية الآداب- جامعة تعز 
◀ يتبع7⃣            

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد