الفجر ليس مجرد نزهة لدى المحارب الكامن في مترسه.. إنه يراقب الليل والعدو والهدف والمسار، على مقربة من الحقيقة تعانقها الأقدام التي عشقت السير في تضاريس المعارك المحتدمة الآن، لا تتعب مكدودة في جبال عشقت فيها صوت الرصاص وأدخنة المعارك وأحلام العودة للديار الغافيات الآن في قرى أرحب، يكتب مقاتل مذكراته في كل فجر على صدر الشمس البازغة، سأعود إلى قريتي اليافعة إلى ركام منزلي، الملم شتات عائلتي، ألاحق الغرباء في صنعاء، إذ يطل، عبده الحميري من نافذته في حزيز كل صباح هل وصل الأبطال؟ صنعاء عاطشة للحياة للأحرار.

 يقول لي أبو صهيب في جبهة نهم، أقدامنا الحافية لا تتعب، ماضون صوب القتلة، من أشاعوا الموت والدم والخراب وصرخوا بحقد مضاعف وكراهية انتعلت وجوههم وعقولهم وأرواحهم الدبقة بالموت، سيدفعون ثمن حقدهم الأسود.

 قادمون من كل أرجاء الخريطة اليمنية، نقسم بأن القتلة سيلاقون عدالة القصاص مادام في السماء رب سيثأر للضعيف، قطرات ماء كالدموع تتقافز والأصابع على الزناد، كم من الوقت نحتاجه لنعود وقد انتحر الجبان الهالك في المغارة يتلو ما تبقى من تراتيل عاره الأسود في شقوق ما تبقى من ركام البيوت والمساجد المهدمة!

 كم من الوقت نحتاجه لنقبض على لص تسلل فجأة للبلاد السعيدة ليحكمها 4 عقود ونيف من السنين العجاف! الصمت الذي يغلف جبهة نهم في الساعات الماضية تكتيك إعلامي، فالمدافع أقسمت أن لا تصمت، والرجال أدمنوا الزحف ليعانقوا قراهم المهجرة منازلهم المهدمة، الشوق في القبض على لص يخبئ وجهه المحروق من عار الفضيحة في الإنفاق يحشد ما تبقى من جيش النفاق، يقول لي قائد عسكري لا تتعجلوا المدافع تطال ضواحي العاصمة، للمقاتلين أصابع لا تتعب من الزناد، النقيل وأرحب في الطريق .

في الجوف الآن معارك مشتعلة في حام وأبطال اللواء 122 تركوا جثث عناصر المليشيا في التباب أشلاء لم يتمكن المهاجمون من التقاط أنفاسهم وجثث المغرر بهم، يقول لي مقاتل قبل قليل من جبهة ميدي، لليوم الثالث تقدم المليشيا أجساد مقاتليها قربانا للصحراء، توزعها بين الخط الإسفلتي والقفار المفتوحة باتجاه جبهة حرض، حماس الشباب أكبر مما تتوقع، رغم كل العوائق وشحة الإمكانيات، فجر هذا اليوم لا أعتقد أن الحوثيين عادوا بكل من هاجموا بهم وثمة رأس قنديل يحاولون سحب جثته الآن، مقاتلو الحرية أطفأوا كل قناديلهم في مشارف ميدي وحرض، في البيضاء أبو أسامة القيفي وأبو موسى الفروي، رجالنا يباغتون بالكمائن عناصر خائفة مذعورة تصافح الموت وتتحينه في كل لحظة..

 في شبوة الرجال عازمون، المدافع تحيط بعسيلان أعتقد أن عسيلان وبيحان على مسافة قريبة من التحرير، تفصلها تكبيرة مقاتل يعتلي فجر هذا اليوم جبل شميس، هل استأنف الأبطال معركتهم الآن.. أخي عبدالخالق؟.

 في الضالع مريس، ثمة رجال، يستعصون عن الانكسار، كل يوم يلقنون الغزاة دروساً في الصمود، كم من الزمن يحتاجه الأبطال في الضالع لإنهاء معركتهم مع القتلة، يقول لي محمد المريسي قليل من المؤن والسلاح فقط يكفي لأن يعلن أبناء الضالع ميلاداً لمعركة الحسم..

في صرواح والمخدرة وهيلان المعركة ناشبة منذ أن أطلق الجيش الوطني معركتها منتصف ليلة الثلاثاء تقدم ميداني كبير، يقول عبد الكريم ثعيل: انتصار هذه الجبهة، ستكون ضمن جبهة قتال وفتح وحسم تمتد إلى صنعاء، بانتظار رسالة من قائد عسكري يرسل لي ما الذي يحدث الآن في المخدرة وصرواح؟ 

في تعز، يفتتح الزميل محمد مهيوب، نقله للمعركة هناك: ياااا معين دبابة جديدة لمليشيا الحوثي والمخلوع وعربة bmb في تبة سوفتيل تقصف الأحياء الشرقية المواجهات مستمرة وعنيفة ودعس الدعس فوق المليشيات في محيط القصر والتشريفات.. يامعين، يشعرك أبناء تعز بأنهم يقاتلون بشجاعتهم وبأسهم، وأظافرهم إذا ما قارنا الفارق في التسليح مع جحافل الهمجية ناهبي أسلحة الجيش ولصوص المخلوع، تعز مهد الثورة وأيقونة المقاومة وأغاني الوطن، لن ترى الدنيا على ارضي وصيا.. في الساعات القادمة، انتظروا ما يشفي الله به قلوب قوم ظلموا .