🔴 أهل هذه الفِرَق النفاقية من المثبطة والمرجفة والمربكة والمخذِّلة والمخبُّلة والمعوِّقة هي ملة واحدة ويعملون تحت هرم واحد يتناسب ويتفاوت لكن هدفهم واحد وغرضهم واحد وغايتهم واحدة فالنفاق ملة واحدة والمنافقون أمة واحدة، طابور خامس في المصطلح المعاصر، أهل هذا الطابور ينشطون بمصفوفتهم هذه في أيام التمايز بين الحق والباطل وسواء كان التمايز السلمي أو التمايز الحربي القتالي، ويتكاثرون كالبكتيريا الخبيثة في الطعام، يظهرون ويتكاثرون في مواسم معينة يقيمون فيها أسواقهم التجارية ليعرضوا فيها بضاعتهم المزجاة، وتتوالد خلاياهم وتفقس بيضهم وتخرج كتاكيتهم وتنتشر كالذباب، وتبدأ تشتغل في بيئات محددة. 

⏹ هنا فقط تتكاثر وتتوالد محلات الإرجاف، ودكاكين التثبيط، وبسطات التخذيل، وأكشاك التخبيل والتعويق، ويتم عرض ونشر الإرباك واعتماد أساليب التخذيل وتوزيع معاول النفاق والمنافقين للنيل من انتصارات الحق وأهله، أو التقليل منه قدر الإمكان، أو تقليب أمور المجاهدين المقاومين الناجحة إلى اختلافات وتنازعات ثم الفشل ومحاولة صناعة الهزيمة في المنتصرين إن استطاعوا، وبدء الحسابات الخاطئة وضرب الحساب أخماساً في أسداس، وهنا يبدأ الطعن من الخلف كما هو التعبير في الأروقة بين الساسة حديثاً.

⏺ إنهم يكذبون كثيرا، ويصدقون قليلاً أو نادراً ما يصدقون كالشيطان يصدقك وهو كاذب! يحاربون الحرب النظرية بالقلب واللسان ويمدون أيديهم بالمال والرجال للأعداء ويبسطون أيديهم وألسنتهم بالسوء إلى أهل الحق، ويقاتلون القتال الللوجستي على مستوى الخدمات الخفيفة وبحذر شديد، فالمعارك القتالية عندهم هي لفظية كلامية اصطلاحية، هي مجرّد انطباعات واقتراحات وتوصيات وتعبيرات، هرج ومرج وجدل ولغو وهذيان ونقد.. يقاتلون بألسنتهم ويحكون مغامراتهم أثهم يقتلون العشرات، ويأسرون العشرات، ويجرحون بلا حساب. يحلفون ويكذبون ويهرِفون بما لا يعرفون ولا يفعلون ولا يعلمون [يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ ] التوبة: 62"، [ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ] " التوبة: 65"، [وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ] "التوبة: 46 ". [وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ] " التوبة: 56".