;
إبراهيم قراغول
إبراهيم قراغول

إيران.. ما الذي يميّزك عن المغول والصليبيّين؟ 1210

2016-12-27 01:46:12

تم اتخاذ قرار بتدمير كافة الشريط الإسلامي المشترك الممتدّ من المحيط الأطلسي إلى الهادي والمشكل للمحور الأساسي للكرة الأرضية. لقد خطّطوا عن كلّ دولة وقاموا بتجهيز المشاريع التي ستطبق على كافة دول المنطقة دون أيّ استثناء.
حددوا نقاط ضعف منطقتنا وخططوا للتحريضات اللازمة بناء على تلك النقاط.. والآن ينفذون سيناريوهات الصراعات المذهبية والطائفية لتنتشر في أرجاء المنطقة وتهدّها لحد أن تعمّ الفوضى و الكوارث على كامل قرن الواحد والعشرين.
لا أحد يظن نفسه في أمان. وعلى كل دولة ألّا تضمن علاقاتها. ولا تختبئ وراء هذه المحاسبة الكبرى لتحمي نفسها أو لتنال مصالحها الشخصية. ونحن بعدنا في أول مراحل هذه الاعتداءات التاريخية. أيضًا نحن نواجه الكوارث المتتالية بسبب الخونة والساذجين الذين هم في بلادنا وعلى أراضينا.
من الذي يسوقنا إلى بحر الدماء؟
نحن نغرق في بحر الدماء الناتج من الأنظمة والكوادر السياسية الفاشلة والحاكمة طيلة قرن العشرين. نحن نقاوم من أجل أن نكتشف لبصيص أمل لحياة جديدة بعيدة عن خيانات الدول وتمزق العلاقات الاجتماعية وبعيدًا عن تلك الحدود الوهمية.
نحن نشكل أفراد مجتمع عصر الخيبة الذي شمل تآمر الدول وتدني الأخلاق السياسية. وكل ذلك من أجل تدمير المنطقة عن طريق المجموعات الإرهابية. عصر خيبة أدّى إلى تحويل مدننا التاريخية إلى دمار وتحويل مجتمعنا المتآلف طيلة آلف عام إلى أعداء بينهم. عصرٌ يعاقب كل دولة تتجرأ برفع رأسها.
ولكننا في نفس الوقت نحن من أبطال هذا العصر. نحن أبطال العصر الجديد الذي نرى من الآن بوادر ازدهاره نتيجة تحدياتنا وصمودنا وتغييراتنا الجذرية.
ماذا تفرقون أنتم عن الصليبيين والمغول؟!
اليوم نعيش دهشة حلب. نعيش صعقة واندهاش أمام إفلاس الدول أخلاقيًا وانخفاض قيمة الهوية الإسلامية على أيدي العصابات الإرهابية ونعيش دهشة تدني أدنى مستويات الحقوق الإنسانية والأخلاقية.
نشهد نماذجًا لنساءٍ وأطفالٍ يُبادون ومدنٍ تُحرق، وحتى أنهم يُمنعون من الخروج من مدنهم. تمنعهم تلك الدول والعصابات المغطسة بالدم والمجازر.
ماذا بقي فرقٌ بينكم وبين الصليبيين الذين ذبحوا المسلمين أثناء احتلال القدس؟ وماذا بقي فرقٌ بينكم وبين المغول والصليبيين الذين لم يتركوا أي حجرة في الأنضول؟ ماذا بقي فرقٌ بينكم وبين المغول الذين حرقوا بغداد وحولوا أنهارها إلى أنهارٍ من الدماء؟
ماذا بقي فرقٌ بينكم وبين الذين أهانوا المسلمين لمجرد أنهم مسلمين ورموا معتقلي أبوغريب أمام الكلاب الشرسة لتقطعهم ؟ ماذا بقي فرقٌ بينكم وبين إسرائيل التي أُسست على حساب دماء الشعب الفلسطيني؟
من أنتم؟ من أي شيء مصنوعون؟ إلى أي دين تنتمون؟
قلنا بأن هؤلاء مسيحيون ومشركون ويهود. دائمًا قلتم عنهم كذلك. قلتم عنهم بأنهم أعداؤنا وبعيدون عنا وبأنهم غرباء وأنهم يطمعون باحتلالنا. هكذا علمتمونا..
ولكن أنتم من أين؟ من أي شيء مصنوعون؟ أين سنضعكم في موقف حلب؟ أي حضارة ودين وثقافة سننسبها إليكم؟
دعوا نحسبها بأنها كانت حرب و أنّ المعارضين هُزموا. دعوا نحسب بأنكم سيطرتهم على حلب. ماذا يعني كل ذلك؟ أيعني ذلك بأنه عليكم ذبحها وتفجيرها وإبادتها؟ ماذا تريدون؟ هل تخططون إلى عدم إبقاء أي مخلوق حي هناك؟ تمنعون خروج الأطفال والنساء وتعتدون على سيارات الإسعاف والمصابين.
أنتم أخبرونا بماذا نُناديكم؟
تنفذون المجازر المدنية والمذابح الجماعية. من أي طينة أنتم؟ ما هو العرف الذي تنتمون إليه؟ هل سترفعون رايتكم وتكوّنون دولتكم عن طريق قتل الأبرياء؟ هل تحلمون بأنكم ستكسبون احترام المجتمعات بعد كل هذا الحقد تجاهكم؟
أم نُعرفكم على أنكم قوة احتلالية واستعمارية جديدة؟ أنتم أخبرونا بماذا نناديكم؟ ماذا نتوقع منكم بعد أن رأينا ما فعلتموه بأبرياء مدينة حلب؟
حلب هي سريبرينيكا بالنسبة لإيران..
قامت تركيا بالاتفاق مع روسيا وتم اتخاذ قرار وقف إطلاق النار بناء على ذلك. ومن خلال ذلك قامت تركيا بفتح معبر إنساني لتمرير المدنيين المحاصرين والمصابين تحت الأنقاض. ولكن إيران اعترضت مع كافة عناصرها الموجودة داخل الجيش السوري ومع كافة عصاباتها الإرهابية المركزة في سوريا. ولكنها لم تتمكن من منع هذا القرار.
ونتيجة ذلك قامت بالاعتداء على القافلات التي تحمل المدنيين وعلى سيارات الإسعاف التي تحمل المصابين. قامت بقتل المدنيين الذين يهربون من الحرب والمذابح. ولو أنهم بقوا هناك لكنّا شهدنا نموذجًا جديدًا لمدينة سريبرينيكا في مدينة حلب وكل ذلك عن طريق المجموعات الإرهابية التابعة لإيران.
الإمبراطورية الفارسية وتلك المذهب البشع..
هل من الممكن أن نسكت لإيران في هذه الحالة؟ هل من المعقول ألا نقدم أي اعتراض على ما قامت به إيران؟ ما هذه الدولة وما هذا النظام؟
لا يوجد أي شيء مقدس لهذه الدولة التي توجه كافة أسلحتها ضد المسلمين وتبذل أقصى قوتها لتُهلك الأراضي الإسلامية وتشكل العصابات الإرهابية المتحيزة لمذهبها ومن ثم تسلّطها على الدول الإسلامية. وكل ذلك فداء لمذهبها البشع..
لكن هذه ليست حربٌ مذهبية. لأن إيران تعيش حلم الإمبراطورية الفارسية. ولكنها تطبق مخططاتها ومشاريعها الاحتلالية تحت مسمى مذهبها. ونحن على علم بأنها الرائدة في مجال الحروب المذهبية التي ستكوّن مصدر قوتها النووية والهادفة لتدمير المنطقة بأكملها.
نعلم كافة مخططاتها من تأسيس الإمبراطورية الفارسية الممتدة من البحر الأحمر إلى أفغانستان.
أنصحك بالالتفات أولًا إلى واقعك الطائفي
ولكن لم يشكل الشعب الفارسي أغلبية هذه الدولة. فعدد سكانها الأذربيجانيون والأكراد والتركمان والبلوشيون يشكلون العدد الأغلب في عدد سكان إيران. إذًا فنقط الضعف الطائفية في هذه الدولة هي أكبر من أي دولة في المنطقة. إيران تقوم بتحويل كافة أهل الشيعة إلى سلاح ناري في كافة الدول لتقوم بهز استقرار تلك الدول.
إيران تستهدف دول الخليج واليمن والسعودية. وتقوم بدعم تنظيم البيكا كالإرهابي لتستعمله أداة ضد تركيا. إيران ترد جميل المعنويات التي مُدّت إليها بعد الثورة من كافة المجتمعات الإسلامية. ورد الجميل لديها هو الدم.
وهي لأول مرة تستهدف المجتمعات الإسلامية لهذه الدرجة. فهي قامت بمذابح مريعة في العراق والآن تقوم بنفس المذابح في سوريا. حربها القذرة المختبئة وراء الحجة المذهبية قد وصلت إلى أبعاد مريعة أدتها بالأخير إلى قتل الأبرياء الهاربين من الحرب من الأطفال والنساء كما أدتها إلى تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية.
ستقوم بالاعتداء على مكة أيضًا..
مشكلة طهران ليست في سوريا فقط. وليست من أجل حماية النظام السوري. إيران احتلت العراق والآن تحاول احتلال سوريا لتصل إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط. ومن ثم احتلال اليمن لتصل إلى حدود البحر الأحمر. وأخيرًا احتلال مكة وتركيز الحرب في قلب العالم الإسلامي.
نحن لن نستعمل اللغة المذهبية. ولن ننظر إلى منطقتنا بالنظرة المذهبية. ولن نتهم الشعب الإيراني بمذهبهم. بل سنوجه رماحنا إلى النظام الإيراني الغير أخلاقي. ولدينا أمل بتحرك ضمير الشعب الإيراني لنسمع صوتهم. ونحن اليوم ننادي إنسانيتهم..
يركزون الحرب في قلب الإسلام عن طريق دولة إيران
ولكننا سنرد ردودًا حادة على هذه السياسات الاحتلالية للنظام الإيراني. هذا النظام الذي يبذل أقصى جهده ضد الدول الإسلامية سنرد عليه ونتهمه وسنمنعه من التآمر مع الغرب من أجل الاعتداء على العالم الإسلامي.
لقد اكتشفنا بأن الذين قالوا قبل عشرة سنوات:" الحرب سيتركز في قلب الإسلام"، بأنهم سيسوقون هذا المخطط عن طريق إيران. لن نسمح أن تهزمنا مخططات "الحروب الداخلية" المُحرّضة من قبل إيران التي أدت إلى هزّ استقرار كافة الدول التي حولها. وهذا لا يعني أننا لن نقوم بأي شيء. أما إيران فهي قامت باللازم واستطاعت أن تبرئ نفسها من هذه المنطقة فهي الآن بقيت وحيدة وغريبة عن هذه المنطقة وهي الآن تشكل العدو الخارجي بالنسبة إلى هذه المنطقة.
حلب لم تسقط، تذكروا المغول
لم تسقط مدينة حلب. وهذا النوع من الحروب لن تنتهي. فالذين نزحوا اليوم سيعودون في الغد والذين ظنوا بأنهم انتصروا سيفهمون في الغد أنهم قد هُزموا. من المستحيل أن ينتصر الطرف الذي يحاول إبادة المدن والدول الشعوب.
أريد اليوم أن أُذكر السلطة الإيرانية بالمغول والصليبيين. وأريد أن أذكرهم بانتقام هذه المنطقة وكيفية انتقامها. كما أريد أن أذكرهم بأن الإمبراطورية الفارسية التي في أذهانهم هي مجرد خيال لا غير.
سيأتي يومٌ تُضرَبين فيه من بيتك
لو استمرت إيران على هذه الحالة من طعن كافة دول المنطقة من ظهرها ستواجه يومًا تُضرب فيه من بيتها وستنهار وسيأتي يوم تقاوم فيه من أجل العيش.
الحرب المذهبية هي في الحقيقة قوة نووية مفبركة من قبل الغرب وذلك من أجل القضاء على هذه المنطقة. وهي قوة حارقة مثل الحرب النووية. احذروا هذه الكارثة!.. من المستحيل أن نقع في هذا الفخ. دعوا إيران تستعمل لغتها المذهبية ولكن نحن سنركز على أهدافها العسكرية والسياسية السرية وعلى حساباتها الجغرافية وسنحاربها على أساس ذلك ونقاومها.
على الدول الإسلامية أن تمد دولة تركيا بالقوة
على المسلمين المنتشرين على كافة بقاع الأرض من الأطلنطي إلى الهادي أن يمدوا دولة تركيا بالقوة ويدعمونها. عليهم أن يدعموا هذه المقاومة الأخلاقية والضميرية. عليهم أن يتراصوا حول هذه القلعة الأخيرة. هذه مسؤولية كافة الدول والمسلمين.
يجب أن تكون دولة تركيا دولة قوية لأنها دولة تقف دون انحناء وتنادي بالحق وتعمل بهذا العقل والكادر والقائد السياسي وهي صاحبة الوعي الاجتماعي. فيجب عدم تركها لوحدها أمام هذه المخططات والمؤامرات المدمرة. على الجميع أن يدعم المسؤولية والمقاومة التاريخية والمواقف السياسية الموحِّدة التي تقودها دولة تركيا.
لم يبقَ أمل سوى تركيا
لم يبق أي أمل في المنطقة سوى دولة تركيا. ولو أننا سنعكس هذه الرياح فتركيا هي من ستكون في مركز هذا الإنجاز. وفي حال بقاء تركيا لوحدها ستتجزأ دولٌ أخرى.
لقد شكلت أحلام الإمبراطورية الفارسية لإيران والتشدد المذهبي خطرًا كبيرًا. وتركيا هي من ستستطيع حضن المناطق تجاه هذا الخطر. هذه المسؤولية التاريخية هي من مسؤولية كافة الدول من شمال إفريقيا إلى باكستان واندونيسيا وصولًا إلى ماليزيا.
هذا الأمل هو دولة تركيا وهو الأمل الوحيد الذي سيدلنا إلى طريق الانتصار ليُنقذ القرن القادم ويُنقذ منطقتنا ويُزهرها بعد أن يحوّل ساحاتها القتالية إلى ساحات ربيعية. وإلا سنضيع المنطقة والتاريخ معًا..
ولكننا واثقون بأنها ستستمر بالمقاومة والتحدي حتى لو بقيت لوحدها لأنها هي كذلك طيلة تاريخها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد